فقال : يا رسول الله أيّ الدعاء أفضل؟ قال : تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ثمّ أتاه من الغد فقال : يا رسول الله أيّ الدعاء أفضل؟ قال : تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، ثمّ أتاه اليوم الثالث فقال : يا رسول الله أيّ الدعاء أفضل؟ قال : تسأل ربّك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، فإنّك إذا أعطيتهما في الدنيا ثمّ أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت» (١).
[٢ / ٥٦٩١] وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) قال : هذا عبد نوى الآخرة ، لها شخص ولها أنفق ولها عمل ، وكانت الآخرة هي سدمه (٢) وطلبته ونيّته (٣).
[٢ / ٥٦٩٢] وعن يحيى بن الحارث عن القاسم يعني أبا عبد الرحمان ، قال : من أعطي قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وجسدا صابرا ، فقد أوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقي عذاب النار (٤).
[٢ / ٥٦٩٣] والأصل فيه ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «من أوتي قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر دنياه وأخراه ، فقد أوتي في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، ووقي عذاب النار» (٥).
***
[٢ / ٥٦٩٤] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن حبّان وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أنس : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم غادر رجلا من المسلمين قد صار مثل الفرخ المنتوف ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل كنت تدعو الله بشيء؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهمّ ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : سبحان الله! إذن لا تطيق ذلك ولا تستطيعه ، فهلّا قلت : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
__________________
(١) الدرّ ١ : ٥٦٠ ؛ مسند أحمد ٣ : ١٢٧ / ١٢٣١٣ ؛ الترمذي ٥ : ١٩٥ / ٣٥٧٩ ، باب ٨٩ ؛ ابن ماجة ٢ : ١٢٦٥ / ٣٨٤٨ ، باب ٥.
(٢) أي همّه.
(٣) ابن أبي حاتم ٢ : ٣٥٨ / ١٨٨٣.
(٤) المصدر ٢ : ٣٥٩ / ١٨٨٧.
(٥) مجمع البيان ٢ : ٥١ ؛ الكبير ٨ : ٢٠٥ / ٧٨٢٨ ، بلفظ : عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمعاذ بن جبل : «يا معاذ ، قلب شاكر ولسان ذاكر وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتسبه الناس» ؛ الوسيط ١ : ٣٠٧ ، وفيه : روى أبو الدرداء أنّ رسول الله قال ....