وبلى والله ، ولا يعقد على شيء» (١).
[٢ / ٦٥٩٣] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) وهو الرجل يحلف على أمر يرى أنّه فيه صادق وهو مخطئ فلا يؤاخذه الله بها ولا كفّارة عليه فيها ، فذلك اللغو.
ثمّ قال ـ عزوجل ـ : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) يعني بما عقدت قلوبكم من المأثم يعني اليمين الكاذبة الّتي حلف عليها وهو يعلم أنّه فيها كاذب ، فهذه فيها كفّارة (وَاللهُ غَفُورٌ) يعني ذا تجاوز عن اليمين الّتي حلف عليها (حَلِيمٌ) حين لا يوجب فيها الكفّارة (٢).
[٢ / ٦٥٩٤] وأخرج عبد الرزّاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عائشة : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قالت : هو القوم يتدارؤون في الأمر ، يقول هذا : لا والله ، ويقول هذا : كلّا والله ، يتدارؤون في الأمر لا تعقد عليه قلوبهم (٣).
[٢ / ٦٥٩٥] وأخرج ابن جرير من طريق عطيّة العوفي عن ابن عبّاس قال : اللغو أن يحلف الرجل على الشيء يراه حقّا وليس بحقّ (٤).
[٢ / ٦٥٩٦] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عبّاس (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قال : لغو اليمين أن تحرّم ما أحلّ الله لك ، فذلك ما ليس عليك فيه كفّارة (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) قال : ما تعمّدت قلوبكم فيه المأثم ، فهذا عليك فيه الكفّارة (٥).
__________________
(١) الكافي ٧ : ٤٤٣ / ١ ، كتاب الأيمان والنذور ، باب اللغو ؛ التهذيب ٨ : ٢٨٠ / ١٠٢٣ ـ ١٥ ، كتاب الأيمان والنذور ، باب الأيمان والأقسام ؛ البرهان ١ : ٤٧٩ / ١ ؛ نور الثقلين ١ : ٦٦٥ / ٣٢٣.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٩٣.
(٣) الدرّ ١ : ٦٤٤ ؛ الطبري ٢ : ٥٥٠ / ٣٥٠٢ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٣٤٢ / ٢٦٨.
(٤) الدرّ ١ : ٦٤٥ ؛ الطبري ٢ : ٥٥٢ / ٣٥١٠.
(٥) الدرّ ١ : ٦٤٥ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٠٩ ـ ٤١٠ / ٢١٦٠ و ٢١٦٣.