ـ صلوات الله عليه ـ يضرب بالمرّ (١) ويستخرج الأرضين ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمصّ النوى بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته ، وإنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أعتق ألف مملوك من ماله وكدّ يده».
[٢ / ٥٦١٠] وعن عبد الأعلى مولى آل سام قال : استقبلت أبا عبد الله عليهالسلام في بعض طرق المدينة في يوم صائف (٢) شديد الحرّ فقلت : جعلت فداك حالك عند الله ـ عزوجل ـ وقرابتك من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنت تجهد لنفسك في مثل هذا اليوم؟ فقال : «يا عبد الأعلى ، خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك!».
[٢ / ٥٦١١] وعن أبي اسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أعتق ألف مملوك من كدّ يده».
[٢ / ٥٦١٢] وعن الفضل بن أبي قرّة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام «أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال : أوحى الله ـ عزوجل ـ إلى داوود عليهالسلام إنّك نعم العبد لو لا أنّك تأكل من بيت المال ، ولا تعمل بيدك شيئا! قال : فبكى داوود عليهالسلام أربعين صباحا ، فأوحى الله ـ عزوجل ـ إلى الحديد : أن لن لعبدي داوود ، فألان الله له الحديد ، فكان يعمل كلّ يوم درعا فيبيعها بألف درهم ، فعمل ثلاثمائة وستّين درعا فباعها بثلاثمائة وستّين ألفا ، واستغنى عن بيت المال!».
[٢ / ٥٦١٣] وعن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «لقى رجل أمير المؤمنين عليهالسلام وتحته وسق (٣) من نوى فقال له : ما هذا يا أبا الحسن تحتك؟ فقال : مائة ألف عذق (٤) إن شاء الله ، قال : فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة».
[٢ / ٥٦١٤] وعن أسباط بن سالم قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل؟ فقلت : صالح ، ولكنّه قد ترك التجارة! فقال أبو عبد الله عليهالسلام : «عمل الشيطان ـ ثلاثا ـ أما علم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اشترى عيرا أتت من الشام (٥) فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسّم في قرابته. يقول الله ـ عزوجل ـ : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ)(٦) يقول القصّاص (٧) : إنّ القوم لم
__________________
(١) المرّ ـ بالفتح ـ : المسحاة.
(٢) الصائف : الحارّ.
(٣) الوسق : ستّون صاعا أو حمل بعير.
(٤) العذق ـ بالفتح ـ النخلة بحملها.
(٥) العير ـ بالكسر ـ الإبل الّذي يحمل الطعام ثمّ غلب على كلّ قافلة.
(٦) النور ٢٤ : ٣٧.
(٧) القصّاص : رواة القصص والأكاذيب.