فدونك دونك ، فقد قصد قصدك».
[٢ / ٥٠٤٩] وعن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ الله ـ عزوجل ـ يحبّ من عباده المؤمنين كلّ عبد دعّاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس ، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسّم فيها الأرزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام».
[٢ / ٥٠٥٠] وعن ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «إنّ في الليل لساعة ما يوافقها عبد مسلم ثمّ يصلّي ويدعو الله ـ عزوجل ـ فيها إلّا استجاب له ، في كلّ ليلة!» قلت : أصلحك الله وأيّ ساعة هي من اللّيل؟ قال : «إذا مضى نصف اللّيل ، وهي السدس الأوّل من أوّل النصف» (١).
التضرّع والتبتّل في الدعاء
[٢ / ٥٠٥١] روى بالإسناد إلى سيف بن عميرة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «الرّغبة أن تستقبل ببطن كفّيك إلى السماء ، والرّهبة أن تجعل ظهر كفّيك إلى السماء. ثمّ تلا قوله : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(٢) قال : الدعاء بأصبع واحدة تشير بها ، والتضرّع تشير بأصبعيك وتحرّكهما ، والابتهال رفع اليدين وتمدّهما وذلك عند الدّمعة ، ثمّ ادع».
[٢ / ٥٠٥٢] وعن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله ـ عزوجل ـ : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ)(٣) ، فقال : الاستكانة هو الخضوع ، والتضرّع هو رفع اليدين والتضرّع بهما.
[٢ / ٥٠٥٣] وعن أبي خالد ، عن مروك بيّاع اللّؤلؤ ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال (٤) : ذكر الرّغبة وأبرز باطن راحتيه إلى السماء وهكذا الرّهبة وجعل ظهر كفّيه إلى السماء ، وهكذا التضرّع وحرّك أصابعه يمينا وشمالا ، وهكذا التبتّل ، ورفع أصابعه مرّة ووضعها مرّة ، وهكذا الابتهال ومدّ يده تلقاء وجهه إلى القبلة قال : «ولا يبتهل حتّى تجري الدّمعة».
[٢ / ٥٠٥٤] وعن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «مرّ بي رجل وأنا أدعو في صلاتي بيساري ، فقال : يا أبا عبد الله ، بيمينك! فقلت : يا عبد الله إنّ لله تبارك وتعالى حقّا على هذه
__________________
(١) أي السدس الأوّل من أوّل النصف الثاني.
(٢) المزّمّل ٧٣ : ٨.
(٣) المؤمنون ٢٣ : ٧٥.
(٤) أي الراوي. وضمير «ذكر» للإمام.