طاعتهم ، بقوله تعالى : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها). والبيوت هي بيوت العلم الّذي استودعه الأنبياء ، وأبوابها أوصياؤهم» (١).
[٢ / ٥٢٦٥] وقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، ولا تؤتى المدينة إلّا من قبل بابها».
[٢ / ٥٢٦٦] ويروى : «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها» (٢).
[٢ / ٥٢٦٧] وروى الكليني بالإسناد إلى محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام قال : «كان في بني إسرائيل من إذا دعى الله استجيب له ، وكان قد دعى رجل منهم واجتهد في الدعاء أربعين ليلة ، فلم يستجب له ، فأتى عيسى بن مريم عليهماالسلام يشكو إليه عدم إجابته ، فسأل الله عن ذلك ، فأوحى الله إليه : يا عيسى ، إنّه أتاني من غير الباب الّذي أؤتى منه ؛ إنّه دعاني وفي قلبه شكّ منك ، فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له! فالتفت عيسى عليهالسلام إلى الرجل فقال : تدعو ربّك وأنت في شكّ من نبيّه؟! فقال : يا روح الله وكلمته ، قد كان والله ما قلت ، فادع الله لي أن يذهب به عنّي. فدعا له عيسى فتاب الله عليه» (٣).
قلت : ويؤيّد ذلك ويدعمه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)(٤). وخير وسيلة ناجحة هو التوسّل إلى أعتاب نبيّ الرحمة وأهل بيته الأطيبين. قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)(٥).
[٢ / ٥٢٦٨] وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ؛ من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق وهوى». وفي رواية : «هلك».
[٢ / ٥٢٦٩] وقال : «ومثل أهل بيتي مثل باب حطّة بني إسرائيل».
إلى غيرهما من أحاديث متواترة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم بشأن أهل بيته الأطهار وأنّهم سبل النجاة. أخرجها الحاكم وغيره بالإسناد إلى أبي ذرّ وغيره من وجوه الأصحاب (٦).
__________________
(١) البحار ٦٥ : ٢٦٦ و ٩٠ : ١١١.
(٢) القمي ١ : ٦٨ ؛ البحار ٢٨ : ١٩٩ ؛ الاحتجاج ١ : ١٠٢.
(٣) الكافي ٢ : ٤٠٠ / ٩ ، نقلا باختزال ؛ البحار ١٤ : ٢٧٨ ـ ٢٧٩ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٢٦١ ، من كتاب أبي عمرو الزاهد.
(٤) المائدة ٥ : ٣٥.
(٥) النساء ٤ : ٦٤.
(٦) الحاكم ٢ : ٣٤٣ ؛ كنز العمّال ١٢ : ٩٤ / ٣٤١٤٤ ، و ٩٨ ـ ٩٩ / ٣٤١٧٠ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ١٦٨ ؛ حلية الأولياء ٤ : ٣٠٦ ؛ فضائل الخمسة ، للفيروزآبادي ٢ : ٥٦ ـ ٥٩.