الحسن ؛ واعلم أيّها السائل أنّهم أقلّ من الكبريت الأحمر ، وأمّا إخوان المكاشرة فإنّك تصيب لذّتك منهم ، فلا تقطعنّ ذلك منهم ، ولا تطلبنّ ما وراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان» (١).
[٢ / ٥٩١٨] وروى الثعلبي بالإسناد إلى الإمام عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من استذلّ مؤمنا أو مؤمنة أو حقّره لفقره وقلّة ذات يده ، شهّره الله يوم القيامة ثمّ فضحه. ومن بهت مؤمنا أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه ، أقامه الله على تلّ من نار ، حتّى يخرج ممّا قال فيه. وإنّ المؤمن أعظم عند الله وأكرم عليه من ملك مقرّب ، وليس شيء أحبّ إلى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة. وإنّ الرجل المؤمن ليعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده» (٢).
[٢ / ٥٩١٩] وروى محمّد بن يعقوب الكليني بالإسناد إلى عثمان بن عيسى عمّن ذكره عن الإمام أبي عبد الله عليهالسلام قال : «جاء رجل موسر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نقيّ الثوب فجلس إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ثمّ جاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى الموسر ، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه! فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أخفت أن يمسّك من فقره شيء؟ قال : لا. قال : فخفت أن يصيبه من غناك شيء؟ قال : لا. قال : فخفت أن يوسّخ ثيابك؟ قال : لا. قال : فما حملك على ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّ لي قرينا (يعني نفسه العاتية) يزيّن لي كلّ قبيح ، ويقبّح لي كلّ حسن. وقد جعلت له نصف مالي! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للمعسر : أتقبل؟ قال : لا. فقال له الرجل : لم؟ قال : أخاف أن يدخلني ما دخلك؟!» (٣)
وروى الثعلبي نحوا من ذلك عن إبراهيم بن أدهم رواية عن عبّاد بن كثير بن قيس (٤).
[٢ / ٥٩٢٠] وروى ابن بابويه الصدوق ـ في باب مناهي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أنّه قال : «ألا ومن استخفّ بفقير مسلم فقد استخفّ بحقّ الله ، والله يستخفّ به يوم القيامة ، إلّا أن يتوب».
[٢ / ٥٩٢١] وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه راض» (٥).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٢٤٨ ـ ٢٤٩.
(٢) الثعلبي ٢ : ١٣١ ـ ١٣٢ / ١٠٩ ؛ القرطبي ٣ : ٢٩ ؛ أبو الفتوح ٣ : ١٧٣.
(٣) الكافي ٢ : ٢٦٢ ـ ٢٦٣ / ١١ ؛ البحار ٦٩ : ١٣ / ١٣.
(٤) الثعلبي ٢ : ١٣٢ / ١١٠ ؛ أبو الفتوح ٣ : ١٧٣ ـ ١٧٤.
(٥) الأمالي : ٥١٤ / ٧٠٧ ؛ البحار ٦٩ : ٣٧ ـ ٣٨ / ٣٠.