بلغ عامة وتشمل جميع الموارد ، وكأنّ المعنى : أنّ من بلغه شيء فعمل به التماس ذلك الثواب كان له الثواب الذي رجاه ، فعلى هذا الاحتمال يصير العمل مستحبا ، إلّا أن هذه الأخبار ساكتة عن كيفية عبادية العمل وتوصليّته ، بل تكون عبادية العمل وتوصليّته تابعة لنوع الأمر الذي تعلّق به ، فلو كان أمره تعبديا فيصير العمل عباديا ، ولو كان خبره الآمر به ضعيفا بحكم أخبار من بلغ ، ولو كان أمره توصليا فيكون العمل توصليا ، وتكون نتيجة أخبار من بلغ هي أنه لو لم تكن أخبار من بلغ لا يكون الخبر الضعيف الدالّ على الاستحباب حجة ، فببركة أخبار من بلغ صار حجة وصار كخبر الحجة ، فافهم.
الاحتمال الرابع : وهو أن لا تكون أخبار من بلغ ناظرة الى استحباب العمل وعباديته ولا الى أصل الثواب ، بل تكون في مقام تقدير الثواب ، وأنّ من بلغه ثواب محدود على عمل فعمله التماس ذلك الثواب المعهود فكان له ذلك ، مثلا لو قام خبر ضعيف على أنّ من صلّى صلاة الليل فله أربعة قصور في الجنة فتكون أخبار من بلغ ناظرة الى أنّ من عمل بذلك التماس ذلك الثواب المعهود ـ أعني أربعة قصور في الجنة ـ فله ذلك ، ولا تكون أخبار من بلغ على هذا مرتبطة باستحباب العمل أو أصل الثواب ، بل لا بدّ أن يستفاد ذلك من الخارج.
وكما ذكرنا في المثال المتقدم يكون استحباب صلاة الليل وأصل الثواب عليه معلوما في الخارج ، لكن ثوابه المحدود وهو أربعة قصور في الجنة ليس معلوما ، فلسان أخبار من بلغ هو اعطاء ذلك الحدّ من الثواب اذا صلّى صلاة الليل ، فالمستفاد من أخبار من بلغ ليس إلّا اعطاء الثواب المحدود على العمل ، وأمّا على استحباب العمل أو عباديته أو أصل الثواب عليه فلا يستفاد منها أصلا.
اذا عرفت احتمالات المقدمة في هذه الأخبار ففي مقام الاستظهار بأيّ من هذه الاحتمالات نقول ونلتزم؟