المقصد الأول
في العلم
ويقع الكلام في العلم في مقامات :
المقام الأول
هو أنّ العلم لا يكون موردا لحكم أصلا ، والتعبير في بعض الكلمات كما يظهر من ظاهر كلام الشيخ رحمهالله من أنّه يجب اتّباع القطع يكون على وجه المسامحة ، وليس وظيفة العلم إلّا إراءة الواقع وكشفه ورفع السترة ، ولا يكون قابلا لحكم أصلا لا لحكم عقليّ ولا شرعي ، وكشفه عن الواقع أيضا أثره التكويني ، غاية الأمر بعد حصول العلم وكشف الواقع يترتب على المقطوع كلّ ما هو أثره ، فالمقطوع أيضا غير محكوم بحكم عقلا ، يعني ليس مع قطع النظر عن ترتّب الأثر حكم آخر عقلا بوجوب الأخذ والعمل به ، بل بعد القطع والعلم يترتّب على المقطوع والمعلوم كلّ ما هو أثره ، فيترتّب عليه كبرى الواقع ، مثلا : إذا علمت بكون هذا خمرا لا يتولّد أمر بوجوب اتّباع هذا العلم ، وكذلك بوجوب الاتّباع عن المقطوع ، بل بعد العلم يترتب على هذه الصغرى ـ وهو هذا الخمر المعلوم ـ كبرى الواقع وهي حرمة شربه ، فليس للقطع حكم أصلا لا شرعا ولا عقلا ، غاية الأمر بعد العلم يترتب على المقطوع أثره ،