ولو وقف على المؤمنين ، انصرف إلى الاثني عشرية ، وهل يشترط مجانبة الكبائر؟ قال الشيخ : نعم (١) ومنعه ابن إدريس (٢) وهو حسن.
ولو وقف على الشيعة ، اندرج فيه كل من قدّم عليا عليهالسلام من الإماميّة ، والجاروديّة (٣) من الزيدية (٤) والواقفيّة (٥) وغيرهم من فرق الشيعة دون البتريّة (٦) من الزيدية.
__________________
(١) النهاية : ٥٩٧ ـ ٥٩٨.
(٢) السرائر : ٣ / ١٦١.
(٣) «الجاروديّة» هم أصحاب «أبي الجارود» وانّما سمّوا «جارودية» لأنّهم قالوا بقول «أبي الجارود» يزعمون انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ على عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بالوصف لا بالتسمية فكان هو الإمام من بعده وانّ الناس ضلّوا وكفروا بتركهم الاقتداء به بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. لاحظ الملل والنحل : ٧ / ٤٥٣ تأليف العلّامة الشيخ جعفر السبحاني.
(٤) وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين (٧٩ ـ ١٢١ ه) الّذي اتّفق علماء الإسلام على جلالته ووثاقته وعلمه وفضله.
(٥) «الواقفية» هم الذين وقفوا على الإمام الكاظم عليهالسلام وربما يطلق عليهم «الممطورة» وإنّما وقفوا على الكاظم عليهالسلام بزعم انّه القائم المنتظر.
قال الكشي : وقد كان بدء الواقفة انّه اجتمع عند بعض الشيعة ثلاثون ألف دينار ، فحملوها إلى وكيلين لموسى الكاظم عليهالسلام أحدهما : حيّان السراج وآخر كان معه ، وكان موسى بن جعفر عليهماالسلام في الحبس ، فلمّا مات موسى عليهالسلام وانتهى الخبر إليهما أنكرا موته ، وأذاعا في الشيعة انّه لا يموت لأنّه هو القائم ، وانتشر قولهما في الناس ، ثمّ استبان للشيعة انّهما قالا ذلك حرصا على المال. اختيار معرفة الرجال : ٢ / ٧٦٠ مع تلخيص وتغيير قليل.
(٦) «البتريّة» هم أصحاب «الحسن بن صالح بن حي» وأصحاب «كثير النواء» وإنّما سمّوا «بتريّة» لأنّ «كثيرا» كان يلقّب بالأبتر ، يزعمون أنّ عليا عليهالسلام أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأولاهم بالإمامة ، وأنّ بيعة أبي بكر وعمر ليست بخطإ ، لأنّ عليا عليهالسلام ترك ذلك لهما ، وينكرون رجعة الأموات إلى الدنيا ، ولا يرون لعليّ عليهالسلام إمامة إلّا حين بويع ، وحكي أنّ «الحسن بن صالح بن حي» كان يتبرّأ من عثمان بعد الأحداث الّتي نقمت عليه. لاحظ الملل والنحل : ٧ / ٤٥٤ تأليف العلّامة الشيخ جعفر السبحاني. وقال الحلّي في السرائر : ٣ / ١٦٢ : والبترية فرقة تنسب إلى «كثير النواء» وكان أبتر اليد.