الرَّدْمِ (١) ، وَأَشْرَفْتَ عَلَى الْأَبْطَحِ (٢) ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالتَّلْبِيَةِ حَتّى تَأْتِيَ مِنًى ». (٣)
٧٧٠٨ / ٢. وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَصِيرٍ :
__________________
ح ١٦٦٤٠ : « فضاء ». وفي « بس » : « قضاء ». وفي حاشية « بث » والتهذيب : « الرقطاء ».
وقال في الوافي : « في بعض النسخ : الفضاء ، مكان الروحاء » ، وفي نسخ التهذيب والفقيه : الرقطاء ، قال في الفقيه : وهو ملتقى الطريقين حين تشرف على الأبطح ، وكأنّه صحّف في الكافي. والردم : السدّ ، ويقال لذلك الموضع بمكّة ».
وفي مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ١٠٦ : « قوله عليهالسلام : الرفضاء ؛ وفي بعض النسخ : الروحاء. وفي نسخ التهذيب والفقيه : الرقطاء. قال في القاموس : الرقطة ـ بالضمّ ـ : سواد يشوبه نقط بياض ، أو عكسه ، وقد ارقطّ وارقاطّ فهو أرقط ، وهي رقطاء. وقال الفاضل الأسترآبادي : قد فتّشنا تواريخ مكّة فلم نجد فيها أن يكون رقطاء اسم موضع بمكّة ، وأمّا الردم فالمراد منه المَدْعى ، بفتح الميم وسكون الدال المهملة والعين المهملة بعدها ألف ـ وهو حاجز يمنع السيل عن البيت المحرّم ـ والعلّة في التعبير عن المدعى بالردم أنّ الجائي من الأبطح إلى المسجد الحرام كان يشوف الكعبة من موضع مخصوص ، وكان يدعو هناك ، وكانت هناك عمارة ، ثمّ طاحت وصار موضعها تلاًّ ، والظاهر عندي أنّ الصواب : الرمضاء بالراء المفتوحة والميم الساكنة والضاد المعجمة بعدها ألف ، انتهى كلامه رحمهالله ، والظاهر أنّ ما هنا أظهر.
وفي الفقيه هكذا : فإذا بلغت الرقطاء دون الردم ، وهو ملتقى الطريقين حين تشرف على الأبطع فارفع صوتك. وفي التهذيب كما هنا. وقال الشيخ في التهذيب عند إيراد رواية أبي بصير : وأمّا ما تضمّن خبر أبي بصير من ذكر التلبية عقيب الصلاة فليس بمناف لرواية معاوية بن عمّار وأنّه ينبغي أن يلبّي إذا انتهى إلى الرقطاء ؛ لأنّ الماشي يلبّي من الموضع الذي يصلّي ، والراكب يلبّي عند الرقطاء ، أو عند شعب الدُّبّ ولا يجهران بالتلبية إلاّعند الإشراف على الأبطح. انتهى.
ولا يخفى أنّ ظاهر خبر معاوية تأخير التلبية عن الإحرام إلى الرقطاء ، وعدم الفرق بين الماشي والراكب ، ويمكن القول بالتخيير جمعاً بين الأخبار ، والمشهور بين المتأخّرين أنّه لابدّ من مقارنة التلبية سرّاً ، ويرفع صوته بالتلبية إذا أشرف على الأبطح ».
(١) في الاستبصار : ـ « ظبّ ، فإذا انتهيت إلى الردم ».
(٢) « الأبطح » : مسيل وادي مكّة ، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، أوّله عند منقطع الشعب بين وادي منى ، وآخره متّصل بالمقبرة التي تسمّى بالمعلّى عند أهل مكّة. راجع : النهاية ، ج ١ ، ص ١٣٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٣٤٣ ( بطح ).
(٣) التهذيب ، ج ٥ ، ص ١٦٧ ، ح ٥٥٧ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٥١ ، ح ٨٨٣ ، معلّقاً عن الكليني ، وفي الأخير من قوله : « فإذا انتهيت إلى الرفضاء ». وراجع : الفقيه ، ج ٢ ، ص ٥٣٧ الوافي ، ج ١٣ ، ص ١٠٠٨ ، ح ١٣٦٢٥ ؛ الوسائل ، ج ١٢ ، ص ٤٠٨ ، ح ١٦٦٤٠ ؛ وج ١٣ ، ص ٥١٩ ، ح ١٨٣٤٨ ؛ وفيه ج ١١ ، ص ٣٣٩ ، ح ١٤٩٦٣ ، إلى قوله : « وأحرم بالحجّ ».