٢٩ ـ بَابُ الْكَفَالَةِ (١) وَالْحَوَالَةِ (٢)
٨٥٠٠ / ١. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً (٣) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ :
أَبْطَأْتُ عَنِ الْحَجِّ ، فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا أَبْطَأَ (٤) بِكَ (٥) عَنِ الْحَجِّ؟ ».
فَقُلْتُ (٦) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، تَكَفَّلْتُ بِرَجُلٍ ، فَخَفَرَ (٧) بِي (٨)
فَقَالَ : « مَا لَكَ وَالْكَفَالَاتِ (٩)؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا أَهْلَكَتِ الْقُرُونَ الْأُولى؟ ».
ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ قَوْماً أَذْنَبُوا ذُنُوباً كَثِيرَةً ، فَأَشْفَقُوا مِنْهَا ، وَخَافُوا خَوْفاً شَدِيداً ، فَجَاءَ (١٠) آخَرُونَ ، فَقَالُوا : ذُنُوبُكُمْ عَلَيْنَا ، فَأَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ ، ثُمَّ قَالَ (١١) تَبَارَكَ
__________________
(١) « الكفالة » : هي التعهّد بالنفس ممّن له حقّ. وقال ابن حمزة قدسسره : « الكفالة : التقبّل بنفس إنسان لمن له عليه حقّ ». وقال المطرزي : « الكفالة : ضمّ ذمّة إلى ذمّة في حقّ المطالبة ». راجع : الوسيلة ، ص ٢٨١ ؛ المختصر النافع ، ص ١٤٣ ؛ إرشاد الأذهان ، ج ١ ، ص ٤٠٣ ؛ المغرب ، ص ٤١٢ ( كفل ).
(٢) « الحوالة » : اسم من أحال بدينه وعليه بدينه ، أي نقله من ذمّته إلى ذمّة غيرها. وعند أهل الشرع : عقد شرّع لتحويل المال من ذمّة إلى ذمّة مشغولة بمثله ، أو غير مشغولة ، على اختلاف فيه بشرط رضا الثلاثة. وقال صاحب الرياض : « هو ـ أي الضمان ـ يطلق على معنيين ، أحدهما أخصّ من الآخر ، والأعمّ عبارة عن عقد شرّع للتعهّد بنفس ، أو مال ، والأوّل الكفالة ، والثاني الحوالة إن كان ممّن في ذمّته مال ، وإلاّ فالضمان بالمعنى الأخصّ ». راجع : المصباح المنير ، ص ١٥٧ ؛ مجمع البحرين ، ج ٥ ، ص ٣٦٠ ( حول ) ؛ رياض المسائل ، ج ٨ ، ص ٥٧١.
(٣) في « ط ، بف » : ـ « جميعاً ».
(٤) في « ط » : « ما بطّى ». وفي البحار : « ما بطأ ».
(٥) في « جن » : « به ».
(٦) في « ط » : + « له ».
(٧) يقال : خفر به خَفْراً وأخفره ، أي نقض عهده وغدره. راجع : القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٥٤٧ ( خفر ).
(٨) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « جت » والبحار : « فخفرني ». وفي « ط » : « فأخفرني » كلاهما بدل « فخفر بي ».
(٩) في « ط ، بح ، جت » : « وللكفالات ».
(١٠) هكذا في جميع النسخ والوافي والبحار والمحاسن. وفي المطبوع : « وجاء ».
(١١) في الوسائل : + « الله ».