مَا أَحَلَّهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا ) (١)؟ وَفِي تَفْسِيرِ الْعَامَّةِ مَعْنَاهُ : وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاتَّقُوا الصَّيْدَ.
وَكَافِرٌ وَقَفَ (٢) هذَا الْمَوْقِفَ (٣) زِينَةَ (٤) الْحَيَاةِ الدُّنْيَا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (٥) إِنْ تَابَ مِنَ الشِّرْكِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِهِ (٦) ، وَإِنْ لَمْ يَتُبْ وَفَّاهُ (٧) أَجْرَهُ (٨) ، وَلَمْ يَحْرِمْهُ أَجْرَ (٩) هذَا الْمَوْقِفِ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) (١٠) ». (١١)
__________________
العامّة عن ابن عبّاس ، وروي في أخبارنا عن معاوية بن عمّار عن الصادق عليهالسلام [ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ٢٨٠ ، ح ١٩١٩٨ ـ ١٩١٢٠٠ ].
ويظهر من هذا الخبر أنّه محمول على التقيّة ؛ إذ الاتّقاء إنّما يكون من الأمر المحذّر عنه ، وقد قال الله تعالى : ( وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا ) وحمله على أنّ المراد به الاتّقاء في بقيّة العمر بعيد لم ينقل من أحد منهم ، وأمّا تفسير الاتّقاء باتّقاء الصيد فلم ينقل أيضاً من أحد ، ولعلّه قال به بعضهم في ذلك الزمان ، ولم ينقل ، أو غرضه عليهالسلام أنّه يلزمهم ذلك وإن لم يقولوا به.
الثاني : تفسير التعجيل والتأخير على الوجه المتقدّم ، وعدم الإثم بعدمه رأساً بغفران جميع الذنوب ، فقوله : ( لِمَنِ اتَّقى ) أي لمن اتّقى الكبائر في بقيّة عمره ، أو اتّقى الشرك بأنواعه ، فيكون مخصوصاً بالشيعة ، والظاهر من خبر ابن نجيح المعنى الأخير.
الثالث : أن يكون المعنى من تعجّل الموت في اليومين فهو مغفور له ، ومن تأخّر أجله فهو مغفور له ، إذا اتّقى الكبائر في بقيّة عمره.
فعلى بعض الوجوه الاتّقاء متعلّق بالحملتين ، وعلى بعضها بالأخيرة ، ولا تنافي بينهما ؛ فإنّ للقرآن ظهراً وبطوناً ».
(١) المائدة (٥) : ٢.
(٢) في « جن » : + « في ».
(٣) في تفسير القمّي : + « يريد ».
(٤) في الوسائل : « لزينة ».
(٥) في « بف » : + « وما تأخّر ».
(٦) في تفسير القمّي : ـ « فيما بقي من عمره ».
(٧) في حاشية « جن » : « وافاه ».
(٨) في تفسير القمّي : + « في الدنيا ».
(٩) في « بخ » : ـ « له ما تقدّم ـ إلى ـ لم يحرمه أجر ».
(١٠) هود (١١) : ١٥ ـ ١٦.
(١١) تفسير القمّي ، ج ١ ، ص ٧٠ ، عن أبيه ، عن سليمان بن داود المنقري ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ١٤ ،