٨٥٣٠ / ٢. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (١) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ (٢) بْنِ رِبَاطٍ ، عَنْ أَبِي سَارَةَ ، عَنْ هِنْدٍ السَّرَّاجِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنِّي كُنْتُ أَحْمِلُ السِّلَاحَ إِلى أَهْلِ الشَّامِ ، فَأَبِيعُهُ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا أَنْ (٣) عَرَّفَنِيَ اللهُ هذَا الْأَمْرَ ضِقْتُ بِذلِكَ ، وَقُلْتُ : لَا أَحْمِلُ إِلى أَعْدَاءِ اللهِ.
فَقَالَ لِي (٤) : « احْمِلْ إِلَيْهِمْ ؛ فَإِنَّ اللهَ يَدْفَعُ بِهِمْ عَدُوَّنَا وَعَدُوَّكُمْ (٥) ـ يَعْنِي الرُّومَ ـ وَبِعْهُمْ (٦) ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَنَا فَلَا تَحْمِلُوا (٧) ، فَمَنْ حَمَلَ إِلى عَدُوِّنَا سِلَاحاً يَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَيْنَا ، فَهُوَ مُشْرِكٌ ». (٨)
__________________
الذمّة ليدفعوا المشركين. وقد جوّز في هذا الخبر وما بعده بيع السلاح لأهل الشام ليدفعوا الروم ، وكان أهل الشام متظاهرين بالإسلام يدفعون عنه كفرة الروم ، ولا تدلّ هذه الروايات على جواز بيع السلاح لأعداء الدين من حيث هم أعداء في حال الهدنة ، بل على جواز بيعه لمن يحفظ به الدين ويدفع به عن حوزة المسلمين.
ومذهب ابن إدريس أنّه يجوز البيع في حال الهدنة وعدم التهيّؤ. والأصحّ المنع مطلقاً. وحكى شيخنا الأنصاري عن حواشي الشهيد أنّ بيع السلاح حرامٌ مطلقاً في حال الحرب والصلح والهدنة ؛ لأنّ فيه تقوية الكافر على المسلم ، فلا يجوز على كلّ حال. انتهى.
قال بعد الحكاية : إنّه اجتهاد في مقابل النصّ.
وليس كذلك ؛ لأنّ مادَلّ النصُّ على جوازه هو البيع من العدوّ ، لا من حيث هو عدوّ ، بل من حيث هو ناصرٌ ومعين في الجملة ، وأمّا العدوّ من حيث هو عدوّ فلا يجوز تقويته ولو في حال الصلح ، كما قال الشهيد رحمهالله ».
(١١) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٤ ، ح ١٠٠٥ ؛ والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٥٧ ، ح ١٨٧ ، معلّقاً عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٧٣ ، ح ١٧٠٦٦ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٠١ ، ح ٢٢٠٨٦.
(١) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.
(٢) في « ى ، بس ، بف ، جد ، جن » وحاشية « جت » : « الحسين ». وهو سهو ؛ فقد روى الحسن بن محبوب كتاب عليّ بن الحسن بن رباط ، ووردت روايته عنه في عدّة من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٢٦٩ ، الرقم ٣٨٨ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٥ ، ص ٣٥٩ ، وج ٢٣ ، ص ٢٧٠.
(٣) في « ط ، بح ، بس ، جت ، جد ، جن » والوسائل والفقيه والتهذيب والاستبصار : ـ « أن ».
(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوسائل والتهذيب والاستبصار. وفي المطبوع والوافي : ـ « لي ».
(٥) في « ط » : « عدوّكم وعدوّنا ».
(٦) في « جد » وحاشية « جن » والوسائل : « وبعه ».
(٧) في « ط ، ى ، بح ، بس ، جد » والفقيه والتهذيب والاستبصار : ـ « فلا تحملوا ». وفي « جن » : « فلا تحمل ».
(٨) الفقيه ، ج ٣ ، ص ١٧٥ ، ح ٣٦٦١ ؛ والتهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٥٣ ، ح ١٠٠٤ ، والاستبصار ، ج ٣ ، ص ٥٨ ،