النَّبِيُّ حَسْبُكَ (١) اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) ثُمَّ وَصَفَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (٣) ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ ) (٤) وَقَالَ : ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) (٥) يَعْنِي أُولئِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقَالَ : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) (٦)
ثُمَّ حَلاَّهُمْ وَوَصَفَهُمْ كَيْ لَايَطْمَعَ فِي اللِّحَاقِ بِهِمْ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ ، فَقَالَ فِيمَا حَلاَّهُمْ بِهِ وَوَصَفَهُمْ : ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) إِلى قَوْلِهِ : ( أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها (٧) خالِدُونَ ) (٨) وَقَالَ فِي صِفَتِهِمْ وَحِلْيَتِهِمْ أَيْضاً : ( الَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٩) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ) (١٠) ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ ( اشْتَرى مِنَ ) هؤُلَاءِ ( الْمُؤْمِنِينَ ) وَمَنْ كَانَ عَلى مِثْلِ صِفَتِهِمْ( أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً (١١) عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ
__________________
(١) حَسْبُ ، يستعمل في معنى الكفاية ، و ( حَسْبُنَا اللهُ ) [ آل عمران (٣) : ١٧٣ ؛ التوبه (٩) : ٥٩ ] أي كافينا هو. المفردات للراغب ، ص ٢٣٤ ( حسب ).
(٢) الأنفال (٨) : ٦٤.
(٣) في مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ٢١٢ : « أي علامتهم يوم القيامة أن تكون مواضع سجودهم أشدّ بياضاً ».
(٤) الفتح (٤٨) : ٢٩.
(٥) التحريم (٦٦) : ٨.
(٦) المؤمنون (٢٣) : ١.
(٧) انّث الضمير للفردوس لأنّه اسم من أسماء الجنّة. وقيل : لأنّه اسم للطبقة العليا منها. راجع : مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ١٧٨ ؛ تاج العروس ، ج ٨ ، ص ٣٩٢ ( فردس ).
(٨) المؤمنون (٢٣) : ٢ ـ ١١.
(٩) قال الجوهري : « الأثام : جزاء الإثم ». وقال الراغب : « الإثم والأثام : اسم للأفعال المبطئة عن الثواب ، وجمعه : آثام ـ إلى أن قال : ـ ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ) ، أي عذاباً ، فسمّاه أثاماً لما كان منه ». الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٨٥٨ ؛ المفردات ، ص ٦٣ ( أثم ).
(١٠) الفرقان (٢٥) : ٦٨ ـ ٦٩.
(١١)( وَعْداً ) نصب على المصدر ؛ لأنّ قوله تعالى : ( اشْتَرى ) يدلّ على أنّه وعد. مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١٢٩.