مِنْ هَجَرَ (١) ، لَعَلِمْنَا أَنَّا عَلَى الْحَقِّ ، وَأَنَّهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ، وَكَانَتِ السِّيرَةُ فِيهِمْ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام (٢) مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِي أَهْلِ مَكَّةَ (٣) يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْبِ لَهُمْ ذُرِّيَّةً ، وَقَالَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ أَلْقى سِلَاحَهُ (٤) فَهُوَ آمِنٌ (٥) ، وَكَذلِكَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَوْمَ الْبَصْرَةِ نَادى فِيهِمْ (٦) : لَاتَسْبُوا (٧) لَهُمْ ذُرِّيَّةً ، وَلَا تُجْهِزُوا (٨) عَلى جَرِيحٍ (٩) ، وَلَا تَتْبَعُوا (١٠) مُدْبِراً ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ وَأَلْقى سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ.
وَأَمَّا (١١) السَّيْفُ الْمَغْمُودُ ، فَالسَّيْفُ الَّذِي يَقُومُ (١٢) بِهِ الْقِصَاصُ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) (١٣) فَسَلُّهُ (١٤) إِلى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ ، وَحُكْمُهُ إِلَيْنَا (١٥)
فَهذِهِ السُّيُوفُ الَّتِي بَعَثَ اللهُ بِهَا مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَمَنْ جَحَدَهَا ، أَوْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهَا ،
__________________
بالتحريك ، وهي أغصان النخيل ، وقيل : إذا يَبُسَت سمّيت سَعَفَة ، وإذا كانت رطبة فهي شَطْبة ، وإنّما خصّ هجر للمباعدة في المسافة ، ولأنّها موصوفة بكثرة النخيل ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٦٨ ( سعف ).
(١) قال الفيروزآبادي : « هجر ، محرّكة : بلد باليمن بينه وبين عَثَّر يوم وليلة ، مذكّر مصروف ، وقد يؤنّث ويمنع ، والنسبة : هجري وهاجري ، واسم لجميع أرض البحرين ». القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٥ ( هجر ). وراجع : معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٣٠٣ ؛ وج ٣ ، ص ٤١٣.
(٢) في التحف : + « مثل ».
(٣) في « ى » : ـ « في أهل مكّة ».
(٤) في الوافي والتهذيب ، ج ٤ و ٦ والخصال : « ومن [ التهذيب ، ج ٤ : « أو » بدل « ومن » ] ألقى سلاحه أو دخل دارأبي سفيان » بدل « فهو آمن ومن ألقى سلاحه ».
(٥) في تفسير القمّي : + « ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ».
(٦) في الوسائل : ـ « فيهم ». (٧) في « بف » والوافي : « ألاّ تسبوا ».
(٨) في التهذيب ، ج ٤ و ٦ : « ولا تتمّوا ». وفي التحف : « ولا تدفقوا ».
(٩) في « بف » : « الجريح ». وأجهز على الجريح إجهازاً ، أي أثبت قتله ، أو أسرع قتله وتمّم عليه. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٢٥ ( جهز ). (١٠) في « ى » : + « لهم ».
(١١) في « بف » : « فأمّا ».
(١٢) في الوافي وتفسير القمّي والتحف : « يقام ».
(١٣) المائدة (٥) : ٤٥.
(١٤) في « بف » : « فسلّمه ».
(١٥) في المرآة : « يدلّ على عدم جواز القصاص بدون حكم الإمام عليهالسلام ، وأمّا جهاد من أراد قتل نفس محترمة أو سبي مال أو حريم ، فلا اختصاص له بالأئمّة عليهمالسلام ، والكلام هنا فيما لهم عليهمالسلام مدخل فيه ».