وَالْقَمَاءَةِ (١) ، وَضُرِبَ عَلى قَلْبِهِ بِالْأَسْدَادِ (٢) ، وَأُدِيلَ (٣) الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ (٤) ، وَسِيمَ (٥) الْخَسْفَ (٦) ، وَمُنِعَ النَّصَفَ (٧)
أَلَا وَإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلى قِتَالِ هؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَيْلاً وَنَهَاراً ، وَسِرّاً وَإِعْلَاناً ، وَقُلْتُ لَكُمْ :
__________________
(١) القَماءة : الذلّ ، والصغر. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ١١٦ ( قمأ ).
(٢) في التهذيب : « بالأشباه ». والأسداد : جمع سدّ ، يقال : ضربت عليه الأرض بالأسداد : سدّت عليه الطريق ، وعميت عليه مذاهبه. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٠ ( سدد ).
وفي المرآة : « في بعض نسخ النهج : بالأسهاب ؛ يقال : اسهب الرجل ـ على بناء المفعول ـ إذا ذهب عقله من لدغ الحيّة ، وقيل : مطلقاً. وقيل : هو من الإسهاب بمعنى كثرة الكلام ؛ لأنّه عوقب بكثرة كلامه فيما لا يعنيه ». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢٨ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٧٥ ( سهب ).
(٣) « اديل » من الدَّولة ، وهي الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء. والإدالة : الغلبة والنصرة. يقال : اديل لنا على أعدائنا ، أي نُصرنا عليهم وكانت الدولة لنا. وأدال منه وعليه ، أي جعله مغلوباً بالخصمة ، فالمراد هنا أنّه جعل مغلوباً للحقّ فيصيبه وخامة العاقبة ؛ لخذلانه الحقّ. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ١٤١ ( دول ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٨ ، ص ٣٢٥.
(٤) في « بث » : « ضرب على قلبه بالاشتباه وديّث بالصغار والقماءة » ، وفي « بف » : « ضرب على قلبه بالإسهاب وديّث بالصغار والقماوة » ، وفي الوافي : « ضرب على قلبه بالإسداد وديّث بالصغار والقماء » كلّها بدل « ديّث بالصغار والقماءة ـ إلى ـ بتضييع الجهاد ».
(٥) « سيم » أي كُلِّفَ ، من السوم بمعنى التكليف. قال ابن منظور : « أكثر ما يستعمل في العذاب والشرّ والظلم ». وقال ابن الأثير : « أصله الواو ، فقلبت ضمّة السين كسرة ، فانقلبت الواو ياء ». وقرأه العلاّمة المجلسي رحمهالله : « سُئم » على بناء المفعول وقال : « أي كُلّف والزم ». النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٢٦ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٣١١ ( سوم ).
(٦) « الخسف » : الذلّ ، والمشقّة. قال العلاّمة الفيض في الوافي : « سيم الخسف ، أي اوتي الذلّ ، ويقال : سامه خسفاً ـ ويضمّ ـ أي أولاه ذلاًّ ، وكلّفه المشقّة ». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١ ؛ لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٦٨ ( خسف ).
(٧) في « بف » : + « وازيل الحقّ منه بتضييع الجهاد وغضب الله عليه بتركه نصرته. قال الله عزّ وجلّ في كتابه : ( إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ) ». وهكذا في الوافي بدل قوله عليهالسلام : « ألا وإنّي قد دعوتكم » إلى آخر الحديث ، إلاّ أنّ فيه : « اديل » بدل « ازيل » و « بتضييعه » بدل « بتضييع » ، ثمّ نقل من قوله عليهالسلام : « ألا وإنّي قد دعوتكم » إلى آخر الحديث عن بعض نسخ الكافي.
والنَصَفُ : إعطاء الحقّ ، والاسم من الإنصاف ، وهو العدل. وقال العلاّمة المجلسي رحمهالله : « أي لا يتمكّن من الانتصاف والانتقام ، بل يصير مظلوماً من الخصوم والأعادي ، وقيل : لا ينصف هو ، وهو بعيد ». راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ٣٣١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١١٤٠ ( نصف ).