أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (١) ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، وَنَحْنُ لَكُمْ خَلَفٌ وَأَنْصَارٌ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللهِ وَسَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَإِنَّكُمْ أَنْصَارُ اللهِ ، كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا ) (٢) وَمَا ضَعُفْتُمْ وَمَا اسْتَكَنْتُمْ حَتّى لَقِيتُمُ اللهَ عَلى سَبِيلِ الْحَقِّ وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ ، صَلَّى اللهُ عَلى أَرْوَاحِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً. أَبْشِرُوا بِمَوْعِدِ (٣) اللهِ (٤) الَّذِي لَاخُلْفَ لَهُ إِنَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، وَاللهُ (٥) مُدْرِكٌ لَكُمْ (٦) بِثَارِ مَا وَعَدَكُمْ ، أَنْتُمْ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، أَنْتُمُ (٧) السَّابِقُونَ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَقُتِلْتُمْ عَلى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَابْنِ (٨) رَسُولِ اللهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ.
ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَى الْقَبْرِ ، وَتَقُولُ (٩) : أَتَيْتُكَ يَا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ ، وَإِنِّي بِكَ عَارِفٌ ، وَبِحَقِّكَ (١٠) مُقِرٌّ (١١) ، وَبِفَضْلِكَ (١٢) مُسْتَبْصِرٌ بِضَلَالَةِ مَنْ خَالَفَكَ (١٣) ، عَارِفٌ بِالْهُدَى الَّذِي أَنْتُمْ (١٤) عَلَيْهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي. اللهُمَّ إِنِّي أُصَلِّي عَلَيْهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ
__________________
(١) الفَرَطُ ـ محرّكة ـ : الذي يتقدّم القوم ويسبقهم. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣٤ ( فرط ).
(٢) آل عمران (٣) : ١٤٦. وفي « بث » : +( وَاللهُ يُحِبُّ الصّابِرِينَ ). وفي « بخ » : +( وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ). و « استكانوا » ، أي تضرّعوا. راجع : المفردات للراغب ، ص ٧٣١ ( كان ).
(٣) في « بخ » : « لموعد ».
(٤) في « بث » : ـ « الله ».
(٥) في « بح » والوافي : « وإنّ الله ».
(٦) في « بث » : ـ « لكم ».
(٧) في « بح » : « وأنتم ».
(٨) في « بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » والوافي : « ومنهاج ابن ».
(٩) في « ى ، بح ، بخ ، بس ، بف ، جد » : « فتقول ».
(١٠) في الوافي : « وإنّي مؤمن بك ، عارف بحقّك ».
(١١) في « بف » والوافي : « معترف ».
(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت وكامل الزيارات. وفي المطبوع والوافي : « بفضلك » بدون الواو.
(١٣) في الوافي : « وإنّي مؤمن بك ، عارف بحقّك ، معرف بفضلك مستبصر بضلالة من خالفك ». وفي كامل الزيارات : « وإنّي لك عارف ، وبحقّك مقرّ ، وبفضلك مستبصر ، وبضلالة من خالفك موقن ».
(١٤) في كامل الزيارات : « أنت ».