قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ ، وَحَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ.
فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لَمَّا (١) كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ ، أَتَاهُ طَوَائِفُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، ذَبَحْنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَرْمِيَ (٢) ، وَحَلَقْنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذْبَحَ ، وَلَمْ (٣) يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوهُ إِلاَّ أَخَّرُوهُ ، وَلَاشَيْءٌ مِمَّا يَنْبَغِي لَهُمْ (٤) أَنْ يُؤَخِّرُوهُ إِلاَّ قَدَّمُوهُ (٥) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لَاحَرَجَ ، لَاحَرَجَ (٦) ». (٧)
٧٩١٣ / ٣. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَهْلِ (٨) بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ (٩) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
__________________
(١) في التهذيب : ـ « لمّا ».
(٢) في « ى » : + « وحلقنا من قبل أن نرمي ».
(٣) في « بخ » والوسائل والتهذيب والاستبصار : « فلم ».
(٤) في الوسائل والتهذيب والاستبصار : ـ « لهم ».
(٥) في « بخ » : ـ « ولا شيء ممّا ينبغي لهم أن يؤخّروه إلاّقدّموه ».
(٦) قال المحقّق العاملي رحمهالله في مدارك الأحكام ، ج ٨ ، ص ١٠١ : « لا ريب في حصول الإثم بالإخلال بالترتيب بناء على القول بوجوبه ، وإنّما الكلام في الحكم الثاني ، أعني عدم الإعادة ؛ فإنّ عدم تحقّق الامتثال مع الإخلال بالترتيب الواجب يقتضي الإعادة ، إلاّ أنّ الأصحاب قاطعون بعدم الوجوب ، وأسنده في المنتهى إلى علمائنا مؤذناً بدعوى الإجماع عليه ، واستدلّ عليه بصحيحة جميل بن درّاج المتقدّمة ، وما في معناها ، وهو مشكل جدّاً ؛ لأنّ تلك الأخبار محمولة على الناسي أو الجاهل عند القائلين بالوجوب ، فلا تبقى لها دلالة على حكم العامد بوجه ، ولو قيل بتناولها للعامد لدلّت على ما ذهب إليه الشيخ في الخلاف وأتباعه من عدم وجوب الترتيب ، والمسألة محلّ تردّد ، وإن كان المصير إلى ما ذهب إليه الأصحاب غير بعيد من الصواب ». وللمزيد راجع : الخلاف ، ج ٢ ، ص ٣٤٥ ؛ السرائر ، ج ١ ، ص ٦٠٢ ؛ الكافي في الفقه ، ص ٢٠٠ ؛ منتهى المطلب ، ص ٧٦٥ ؛ ذخيرة المعاد ، ص ٦٦٤.
(٧) التهذيب ، ج ٥ ، ص ٢٣٦ ، ح ٧٩٦ ؛ والاستبصار ، ج ٢ ، ص ٢٨٤ ، ح ١٠٠٨ ، معلّقاً عن الكليني الوافي ، ج ١٤ ، ص ١٢٣٨ ، ح ١٤١٧٢ ؛ الوسائل ، ج ١٤ ، ص ١٥٦ ، ح ١٨٨٥٩ ؛ البحار ، ج ٢١ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥ ، من قوله : « فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا كان يوم النحر ».
(٨) في التهذيب : « حميد » بدل « سهل ». وهو سهو ؛ فإنّ حميد بن زياد من مشايخ المصنّف ، وروايته عن ابنمحبوب مباشرة لم تثبت في شيء من الطرق والأسناد.
(٩) في « بث ، بس ، جن » والتهذيب : ـ « الخزّاز ».