وأمّا في غير الصلاة ؛ فيُعتبر في الضرب الأوّل بلا ريب ، وفي الثاني في وجه قويّ ، وفي الثالث والرابع لا عِبرة به.
فلو قطعَ قراءته على أية أو سورة ، ثمّ عادَ بعد زمان فأتمّ ، ثمّ استمرّ إلى آخر القرآن ، فقد ختمَ. ولو كانَ أجيراً في القراءة أو قراءة سورة فانكشف مع الفاصلة غلطه في بعض آياتها ، جاءَ بآية الغلط فقط.
(ولا يجوز الاقتصار على حرف أو كلمة ، ولو نزلها إلى الأخر عن محلّ الغلط كان أحوط) (١).
الثاني والثلاثون : أنّه تُستحبّ الاستعاذة من الشيطان عند قراءة أيّ سورة كانت ، وعند القراءة مطلقاً ، ويكفي مطلق التعوّذ.
وعن العسكري عليهالسلام أنّه قال لشخص إنّ الذي ندبك الله إليه ، وأمرك به عند قراءة القرآن أن تقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (٢). الثالث والثلاثون : أنّه يُكره ترك القراءة حتّى يبعث على النسيان ، وفي الأخبار أنّ المنسي يأتي بصورة حسناء يوم القيامة ، ثمّ يخاطب الناسي ، ويلومه على نسيانه وحرمانه (٣).
الرابع والثلاثون : ترتيل القراءة ، فعن أمير المؤمنين عليهالسلام : «بَيّنهُ تبييناً ، ولاتهذّه هذّ (٤) الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة» (٥).
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».
(٢) تفسير الإمام العسكري (ع) : ١٦ ، الوسائل ٤ : ٨٤٨ أبواب قراءة القرآن ب ١٤ ح ١.
(٣) الكافي ٢ : ٦٠٨ ح ١ ـ ٦ ، عقاب الأعمال : ٢٨٣ ، المحاسن : ٩٦ ح ٥٧ ، عدّة الداعي : ٢٩١ ، الوسائل ٤ : ٨٤٥ أبواب قراءة القرآن ب ١٢ ح ١.
(٤) هذّ الشيء يهذّه هذّاً ؛ إذا قطعه قطعاً سريعاً ، ومنه هذّ القرآن يهذّه إذا أسرع قراءته. جمهرة اللغة ١ : ١١٩.
(٥) الكافي ٢ : ٤٤٩ ح ١ ، الوسائل ٤ : ٨٥٦ أبواب قراءة القرآن ب ٢١ ح ١.