وعن الصادق عليهالسلام : أنّ زيداً لو صلّى في مسجد سهيل ، واستجار الله ، لأجاره عشرين سنة (١) ، وفي كثير من الأخبار سنة (٢).
(وقد استجرتُ به في سنة الطاعون مع ما يقرب من أربعين شخصاً على الظاهر ، وقد أفنى الخلق ، ثمّ بعد انقضائه ما فقد منهم أحد على الظاهر) (٣).
ومنها : المساجد الباقية في الكوفة
فعن أبي جعفر عليهالسلام : أنّ في الكوفة مساجد ملعونة ، ومساجد مُباركة ، فأمّا المُباركة : فمسجد غني ، والله إنّ قبلته لقاسطة ، وإنّ طينته لطيّبة ، ولقد وضعه رجل مؤمن ، ولا تذهب الدنيا حتّى تفجر عنه عينان ، ويكون عنده جنّتان ، وأهله ملعونون ، وهو مسلوب منهم. ومسجد بني ظفر ، وهو مسجد السهلة ، ومسجد بالحمراء ، ومسجد جعفي ، وليس الان مسجدهم.
وأمّا المساجد الملعونة : فمسجد شِبث بن ربعي ، ومسجد الأشعث ، ومسجد جرير ، ومسجد سماك ، وهذه الأربعة بُنيت فرحاً بقتل الحسين عليهالسلام ، ومسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة ، ومسجد بني السيّد ، ومسجد بني عبد الله بن دارم ، ومسجد ثقيف (٤).
وممّا لا بدّ أن يعلم توجيه تعارض الأخبار في عداد تضاعف الصلوات والحجّات في الزيارات والحسنات والسيّئات ونحوها : إمّا بالحمل على مراتب العاملين ، أو على اختلاف النيّات ، أو اختلاف العوارض ، أو قابليّة المخاطبين ، أو البناء على الكثير ، وهو لا ينافي ثبوت القليل ، إلى غير ذلك.
المقام الثاني : في بيان أحكامها
وهي على قسمين عامّة وخاصّة :
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٩٥ ح ٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥٢ ح ٦٩٣ ، الوسائل ٣ : ٥٣٣ أبواب أحكام المساجد ب ٤٩ ح ٥.
(٢) الكافي ٣ : ٤٩٤ ح ١ ، الفقيه ١ : ١٥١ ح ٦٩٨ ، الوسائل ٣ : ٥٣٣ أبواب أحكام المساجد ب ٤٩ ح ٣.
(٣) ما بين القوسين ليس في «م» ، «س».
(٤) هذا مجموع ما روي عن الباقر والصادق عليهماالسلام فيها ، انظر الوسائل ٣ : ٥١٩ أبواب أحكام المساجد ب ٤٣.