وهذا شرط وجوديّ يستوي فيه عالم الحكم وجاهله ، وعالم الموضوع وجاهله ، والغافل ، والناسي ، والمختار. وأمّا المجبور فيقوى جواز صلاته.
ولو اضطر إلى لبسه لحرّ أو بردٍ ، صحّت صلاته فيه.
ولو دار بين العراء واللّبس ، قدّم العراء.
وجميع أقسامه متساوية في المنع : من سمّور ، وفنك ، أو ثعلب ، أو أرنب ، أو سنجاب ، أو حواصل.
ولو قيل بالترتيب مع الدوران بين هذه المراتب ، بتقديم السنجاب ، ثمّ الحواصل ، ثمّ الثعالب والأرانب ، ثمّ الفنك ، والسمور كان قريباً (سوى جلد الخز ووبره) (١).
وقد اختلفت الأخبار وكلمات الأصحاب في تحقيق حقيقته ، ففي رواية أنّه كلب الماء (٢). وفي اخرى سبع يرعى في البرّ ، ويأوي إلى الماء (٣). وفي ظاهر أُخرى : «دابّة تخرج من الماء ، أو تُصاد من الماء ، فإذا فقدت الماء ماتت» (٤).
وقيل : هو القندس إن كان ذا إلية ، وإلا فهو كلب (٥).
وقيل : وبر السمك ، وهو معروف بمصر (٦).
وقيل : دابّة صغيرة تشبه الثعلب ، ترعى في البرّ وتنزل بالبحر ، لها وبر يعمل منه ثياب (٧) ، وربّما قيل فيه غير ذلك (٨).
والظاهر أنّ المدار على ما يتداول عليه إطلاق الاسم بين التجار ، والمشكوك فيه
__________________
(١) بدل ما بين القوسين في «س» ، «م» : سوى الخزّ دون سائر الأجزاء ومن غير الرطوبات ، والجميع معروف وأما الخز.
(٢) الكافي ٦ : ٤٥١ ح ٣ ، التهذيب ٩ : ٤٩ ح ٢٠٥ ، علل الشرائع ٢ : ٣٥٧ ح ١ ، الوسائل ٣ : ٢٦٣ أبواب لباس المصلّي ب ١٠ ح ١ ، وج ١٦ : ٤٥٩ أبواب الأطعمة المحرمة ب ٣٩ ح ٣.
(٣) التهذيب ٩ : ٤٩ ح ٢٠٥ ، الوسائل ١٦ : ٤٥٨ أبواب الأطعمة المحرمة ب ٣٩ ح ٢.
(٤) الكافي ٣ : ٤٠٠ ح ١١ ، التهذيب ٢ : ٢١١ ح ٨٢٨ ، الوسائل ٣ : ٢٦١ أبواب لباس المصلّي ب ٨ ح ٤.
(٥) نقله الفاضل الهندي الأصفهاني في كشف اللثام ٣ : ١٩١ عن الشهيد في حاشية الكتاب عن بعض مدمني السفر.
(٦) الذكرى : ١٤٤.
(٧) مجمع البحرين ٤ : ١٨.
(٨) انظر الروضة البهيّة ١ : ٥٢٧.