كتاب الذكر
وفيه مقامات :
الأوّل : في أنّ ذكره تبارك وتعالى من أعظم الطاعات ، وشهد بذلك الكتاب في كثير من الآيات ، والأخبار المتواترات ، والسير القاطعات ، من أيّام أبينا آدم إلى هذه الأوقات ، وهو معدود من أعظم القُربات.
والعقل به شاهد ، مُستغنٍ عن أن يكون له من النقل مُعاضد ، ولا يقتصر منه على الذكر الخفيّ ، وإن كان رجحانه غير خفيّ ، فإنّ الإعلان باللّسان أبلغ في إظهار العبوديّة ممّا لم يطّلع عليه إنسان ، ولكلّ منهما جهة رجحان ، وبهما معاً جرت سيرة الأنبياء ، والخلفاء ، والعلماء ، والصلحاء ، كما لا يخفى على غَبيّ ، فضلاً عن ذكي.
الثاني : في أنّ ذكره راجح على كلّ حال ، فقد قال تعالى لموسى عليهالسلام : «أنا جليس من ذكرني» (١). وقال تعالى في جواب موسى عليهالسلام حيث قال : تأتي عليّ مجالس أعزّك وأجلّك أن أذكرك فيها : «إنّ ذكرى حسن على كلّ حال» وقال تعالى له : «ولا تدع ذكرى على كلّ حال ، فإنّ ترك ذكرى يقسي القلوب» (٢).
الثالث : في أنّه ينبغي ذكره تعالى في كلّ مجلس ، فعن النبي صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) الكافي ٢ : ٤٩٦ ح ٤ ، عدّة الداعي : ٢٥٠ ، الوسائل ٤ : ١١٧٧ أبواب الذكر ب ١ ح ١.
(٢) الكافي ٢ : ٤٩٧ ح ٧ ، علل الشرائع ١ : ٨١ ، عدّة الداعي : ٢٥٤ ، الوسائل ٤ : ١١٧٧ أبواب الذكر ب ١ ح ٢ ، وص ١١٧٩ ب ٢ ح ١.