الذي جلَّلهم به رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي قال الله سبحانه في وصفه : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (١) ، فهو صاحب ذلك الخلق الرفيع الذي ربَّى وعلَّم أهل بيته الكرام عليهمالسلام ، حتّى غدوا صورة طبق الأصل عن جدّهم ، فكانوا على خُلق عظيم كذلك ، وكانوا مدارس مستقلة في فنون التعامل مع الناس بأخلاقٍ إسلاميّة مسؤولةٍ :
ـ مدرسة اختصَّ بها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي تخرّج على يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتقلَّبَ في أحضان الرسالة ، وتلقّى أخبار الوحي النورانيّة ، فكان ولا زال الأوحدي الذي لا يُطال ولا يُنال.
وصدق ذاك المؤرّخ الغربي الذي قال : إنّ معجزة رسول الله محمد صلىاللهعليهوآله كان علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ـ مدرسة اختصَّت بها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام التي انبعثت من كبد الرسول «فاطمة بضعة منّي» (٢) ، وتربَّت بين يدي الرسالة ، واقترنت بالولاية العلويّة عندما كبرت فكانت برزخاً نورانيّاً بين الرسالة والولاية والنبوّة والإمامة.
ـ مدرسة اختصَّ بها الإمام الحسن السبط المجتبى عليهالسلام ، بالصفح والتسامح والوحدة الإسلاميّة ؛ لأنّه صاحبها الأوّل ، إلاّ أنّه يبقى المظلوم العظيم في هذه الأُمّة ، ظلمه أقرب الناس إليه قبل أعدائه ، وما زالوا يفعلون.
__________________
١ ـ سورة القلم : الآية ٥.
٢ ـ مَنْ لا يحضره الفقيه ٤ ص ١٢٤ ، مستدرك الوسائل ١٤ ص ١٨٢.