فيصيح الشاميّون : الطاعة الطاعة! الكرّة الكرّة! الرواح قبل المساء!
فلم يزالوا على ذلك حتّى احترقت الكعبة ، وقال أهل الشام : إنّ الحرمة والطاعة اجتمعتا ، فغلبت الطاعة الحرمة (١).
ولكن ماذا يقول ابن تيمية : إنّ حريق الكعبة لم يقصده يزيد ، وإنّما كان مقصوده حصار ابن الزبير ، والضرب بالمنجنيق كان له (لابن الزبير) لا للكعبة ، ويزيد لم يهدم العكبة ولم يقصد إحراقها ، لا هو ولا نوّابه باتّفاق المسلمين (٢)!
هل تضحك أم تبكي عزيزي القارئ من هذا الكلام؟! هل قرأت مثل هذا التبرير السلفي لأفعال يزيد؟!
ابن تيمية ولعن يزيد
بعد كلّ الذي تقدم ، وكلّ هذا الدفاع المستميت عن يزيد ، هل تتوقّع من الشيخ أن يسمح بلعن يزيد الذي صارت لعنته كلعنة الشيطان ، أصبحت مضرباً للأمثال عند الأُمّة الإسلاميّة حتّى يُقال : العن يزيد ولا تزيد.
ومعنى القول : إنّ يزيد هو الوحيد الذي يستحق اللعنة من هذه الأُمّة المرحومة ، أو أنّه من أوائل مَنْ يستحقّون ذلك ، ولكن لعنته المتّفق عليها بين علماء الأُمّة وعوامها على حدّ سواء هي باطلة عند ابن تيمية.
إنّ الشيخ ابن تيمية ألّف كتاباً سمّاه (فضائل معاوية ويزيد وأنّه لا يُسبّ)
__________________
١ ـ ابن تيمية حياته وعقائده ص ٣٧٩.
٢ ـ منهاج السنة النبوية ٢ ص ٢٥٤.