فإنْ تكنِ الدنيا تُعدّ نفيسة |
|
فإنّ ثوابَ اللهِ أعلى وأنبلُ |
وإنْ تكنِ الأبدانُ للموتِ أُنشئت |
|
فقتلُ امرئٍ بالسيفِ في اللهِ أفضلُ |
وإنْ تكنِ الأرزاقُ قسماً مقدّراً |
|
فقلّةُ حرصِ المرءِ في السعي أجملُ |
وإنْ تكنِ الأموالُ للتركِ جمعها |
|
فما بالُ متروكٍ بهِ المرءُ يبخلُ (١) |
ثمّ قال عليهالسلام : «اللّهمّ اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ رحمتك ، إنّك على كلّ شيء قدير» (٢).
هل قرأت أو انتهى إلى سمعك مثل هذا الموقف ، وهذه الشجاعة ، وهذه الصراحة من قائد سياسي يسير للثورة على دولة ظالمة ، وينهض في وجه حاكم مستبدّ فاسق فاجر ظالم؟!
القائد والأصحاب
نعم ، إنّه لموقف عظيم يستوقفنا طويلاً أمامه لنتأمّله بهدوء ورويَّة ؛ ولنستوضح خيط النور الذي ينساب منه ، فإنّنا لا نرى إلاّ القائد الربّاني والسياسي والأخلاقي ، والقائد العسكري الذي يقود جيشاً من الإيمان رغم قلّة عدده ، قد تسامت قامات أفراده وارتفعت حتّى بلغت عنان السماء ، وتضخّمت حتّى سوت ما بين المشرق والمغرب ، وكأنّ كلّ واحد منهم صار علماً وجبلاً من أوتاد الأرض الحافظة لها من الاضطراب والميدان.
فمَنْ كأصحاب الحسين عليهالسلام وهو الذي قال فيهم ، وشهد لهم :
__________________
١ ـ مثير الأحزان ص ٤٥ ، اللهوف ص ٣٢.
٢ ـ موسوعة البحار ٤٤ ص ٣٧٤.