الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (١).
فالقراءة والعلم والكتابة والقلم ، تلك هي أوائل المفردات والمفاهيم التي جاء بها القرآن الكريم لبني البشر ، منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.
وبما أنّ الإمام الحسين عليهالسلام قد تجسّدت في شخصيته جميع القيم الإنسانيّة والمثل العليا ، حيث التقت فيه عناصر النبوّة والإمامة البرزخيّة الفاطميّة ، فكان جمّاعاً للفضائل ، ومثلاً من الأمثلة العليا في الدنيا والدين ، فذّاً من الأفذاذ في التكامل البشري ، ومثالاً جميلاً رائعاً من أمثلة الرسالة الإسلاميّة ؛
فكان بحقّ أطروحة من أطروحات الإسلام الخالدة ، بجميع طاقاته ومقوّماته الذاتيّة والرساليّة ، ليهدي الأُمّة وتهتدي به الأجيال في كلّ زمان ومكان.
علم الإمام عليهالسلام
وبما أنّ العلم هو ذروة القيم الإسلاميّة ، فإنّنا نقف على أعتاب الإمام الحسين عليهالسلام ؛ لنطلّ من خلاله وبعض كلماته النورانيّة على بحره الذي لا ينزفه المنح ، ويلا ينقصه الكيل مهما كان عظيماً ، لأنّه بحر عظيم وشاسع ، ونبع نوراني فيّاض بالنور والهدايّة ، فهو كالشمس في كبد السّماء.
وعلم الإمام ليس كالعلوم الكسبيّة التي نعرفها ، بل هو نور من الله يؤيّد به الإمام المفترض الطاعة ، فيعلم كلّ الذي يحتاجه عندما يحتاجه ؛ إمّا بالإلهام ، أو
__________________
١ ـ سورة العلق : الآية ١ ـ ٥.