مكانة البقيع وفضل زيارته
للأماكن قدسيّةٌ عند الله سبحانه وتعالى ، كمكة المكرّمة التي شرّفها الله ببيته ، والمدينة المنوّرة التي نوّرها برسوله صلىاللهعليهوآله ، وبيت المقدس الذي بارك حوله ، وهكذا النجف الأشرف ووادي السّلام ، وكربلاء الطاهرة المقدّسة.
فللمكان قدسيّة كما للزمان مواسم مباركة كشهر الله (شهر رمضان) ، والعشر الأوائل من ذي الحجّة وغيرها. وقد يجتمع المقدّسان بالزمان والمكان فيزداد شرف كليهما فيكون نوراً على نور.
وقيل قديماً : المكان بالمكين ، والدار بساكنها ، والأرض بأهلها.
والبقيع وإن كانت ذات شرف من الأرض ، إلاّ إنّ شرفها قد ازداد بتلك الأجساد الطاهرة المقدّسة التي دُفنت فيها ، وسنستعرض أسماء النجوم الطاهرة بتلك الأرض فيما بعد بإذن الله.
وفي رواية عن أبي موهبة مولى رسول الله قال صلىاللهعليهوآله : «إنّي أُمرت أن أستغفر لأهل البقيع» (١).
وفي رواية أُخرى عن عطاء بن يسار قال صلىاللهعليهوآله : «السّلام عليكم ، قومٌ موجّلون ، أتانا وأتاكم ما توعدون. اللّهم اغفر لأهل بقيع الغرقد» (٢).
وفي رواية أُمّ قيس قال صلىاللهعليهوآله : «يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٢٢ ص ٤٦٦ ، شرح نهج البلاغة ١٠ ص ١٨٣.
٢ ـ المصدر نفسه.