السماء» (١). كما في الحديث المشهور.
الحكمة في المفهوم الحسيني
عرّفوا الحكمة : بأنّها وضع الأشياء في مواضعها الصحيحة. وأهل اللغة ذهبوا عدّة مذاهب في المعنى الدقيق للكلمة في اللغة العربية.
ففي (لسان العرب) : الحكمة : هي معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. ويُقال لِمَنْ يحسن دقائق الصناعات ويتقنها حكيم.
وفي (تاج العروس) : هي العلم بحقائق الأشياء والعمل بمقتضاها ؛ ولهذا انقسمت إلى علميّة وعمليّة.
وقد يُقال بلسان الفلاسفة : هي هيئة القوّة العقليّة العلميّة وهي الحكمة الإلهيّة.
واستطلاع القرآن الكريم وموارد الحكمة فيه يرشدنا إلى المعنى الاصطلاحي الإسلامي لهذه الكلمة ، والتي منها اسم الله (الحكيم) سبحانه وتعالى.
وقيل يوماً للإمام علي عليهالسلام صف لنا الحكيم ، فقال عليهالسلام : «هو الذي يضع الأشياء في مواضعها» (٢).
فقيل له : صف لنا الجاهل؟
فقال عليهالسلام : «قد فعلت».
أي أنّ الأمور تُعرف بأضدادها ، فإذا كان الحكيم هو الذي يضع الأمور
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٧٧ ص ١٦٧ ، كنز العمال ص ح٥٩٦٩.
٢ ـ عدّة الدّاعي ص ٣٢١ ، بحار الأنوار ٢٨ ص ٤٠١ ، تنزيه الأنبياء ص ١٠٣.