قلت : عليك بالهدوء والاحترام لهؤلاء الضيوف ؛ إنّهم ضيوف الرحمن والرسول الكريم صلىاللهعليهوآله.
فقال : هؤلاء لا ينفع معهم الهدوء والرحمة.
قلت : أليس الله تعالى يقول في كتابه الكريم واصفاً ومخاطباً رسول الله صلىاللهعليهوآله : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (١) ، (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (٢). أين عطفك وحنانك ، ورحمتك وأخلاقك الإسلاميّة؟!
فبهت الرجل ، ثمّ سكت وأعرض عنّي وأدار لي ظهره!
بهذه الأخلاقيّات يتعاملون مع المسلمين وضيوف الرحمن ، وزوّار وعشّاق رسول الله صلىاللهعليهوآله في دار ضيافته الشريفة ، فيشوّهون صورة الإسلام بعيون أبنائه ، ويكرّهونهم بأقدس وأطهر الأماكن ، ويبعّدونهم عن مقدّساتهم وآثار الرسول والرسالة المقدّسة ، وللأسف الشديد كلّ ذلك يقع تحت اسم الإسلام والتوحيد والجهاد.
٢ ـ إهانة عند قبر النبي صلىاللهعليهوآله :
إنّ الحجّ الواجب مرّة واحدة في الحياة ، وقليل مَنْ يوفَّق للإعادة ثانية ، والقليل جدّاً الذي يحجّ ثلاث مرّات ويُكتب أنّه مدمن الحجّ ، والنادر الذي يذهب أكثر من ذلك إذا كان مسكنه خارج منطقة الجزيرة العربية.
ولهذا نرى أنّ النسبة العظمى ربما أكثر من ٩٠% من الحجّاج يأتون لأوّل
__________________
١ ـ سورة الأنبياء : الآية ١٠٧.
١ ـ سورة القلم : الآية ٤.