ولعلّ هذا اللايقين يؤلّف إحدى ظواهر الأزمة العامّة التي تعاني منها الحضارة المعاصرة ، فنحن نشاهد تحوّلات جذريّة تجري في المجالات العلميّة والتقنيّة والاقتصاديّة ، وإنّ طراز المعيشة والبنيات الاجتماعيّة والعقليّة المشتركة تتطوّر بحسب إيقاعٍ يُعرب عن تسارع التاريخ ، حتّى قيل إنّنا نغيّر القرن كلّ عشرين عاماً.
إذن: فالإنسان هو هدف الوجود وغايته ، وهذا ما يقرّه العلماء والمفكّرون والمصلحون.
أمّا غاية الإنسان وهدفه : فهو الله ، وهذا ما يعلمه الحكماء ، وربّنا سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي : «عبدي خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي» (١) ، وفي القرآن الكريم يقول : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ) (٢).
فالإنسان غاية الوجود ، أمّا وجود الإنسان فغايته الله ، وساحات قدسه ، ومجاورته في الجنّة ؛ ولهذه الغاية كان بحثنا الأخلاقي يدور حول ذلك الشخص المجسّد للفضائل والكرامات الأخلاقيّة ... ذلك النور الأبهر ، والعلم الأحمر ، حجّة الله على الخلق في عصره الأغبر ، ذاك الإمام العظيم الحسين بن علي عليهالسلام.
وأخلاق الإمام الحسين عليهالسلام امتداد لأصله النوراني النبويّ العلويّ ، كيف لا وهو خامس أهل البيت الأطهار الأبرار عليهمالسلام ، أهل الكساء اليماني
__________________
١ ـ الأمالي ص ١٠٢ ، موسوعة البحار ٢٧ ص ٦٢.
٢ ـ سورة الذاريات : الآية ٥٦.