التي أفاضها عليهم ، فتعلّقت قلوبهم بربّهم ؛ لأنّه يستجمع صفات الكمال والجلال ، ويستحق العبادة ؛ لأنّه المنعم الذي هو أهلٌ للشكر على أفعاله.
وهذه العبادة هي أرفع العبادات وأجلُّها وأجملها ؛ لأنّها نابعة من معرفة حقيقية بالمعبود والعابد ، وهذه بالحقيقة عبادة الخُلَّص من عباد الله ، كالإمام الحسين عليهالسلام والمعصومين من آله الكرام عليهمالسلام.
الإيمان والمؤمن عند الإمام الحسين عليهالسلام
الإيمان : هو ذلك النور الذي يقذفه الله في قلوب أوليائه وأصفيائه من الناس. وفي الرواية : أنّه إقرار باللسان وعمل بالأركان ، وأنّه أخصُّ من الإسلام الذي يعني التسليم والنطق بالشهادتين ، وبه تُحقن الدماء وتجري المناكح والمواريث.
والإيمان أرفع درجة ، وأعلى مقاماً من الإسلام. وهو إمّا أن يكون ثابتاً ، أو مشككاً متذبذباً ، وإمّا أن يكون أصلياً ذاتياً ، أو يكون مستعاراً ومستودعاً ، والذي يميّز ذلك كلّه هو الامتحان والاختبار الإلهي للعبد.
في رواية عن الحسين بن علي عليهماالسلام أنّه قال : «سُئل أمير المؤمنين (صلواتُ الله عليه) ما ثبات الإيمانِ؟ فقال : الورع. فقيل له : ما زواله؟ قال : الطمع» (١).
فثبات الإيمان في القلب يتمّ عن طريق الورع عن محارم الله ، وتكون هذه الصّفة النورانيّة ملكة شخصيّة للعبد ، وهي في الحقيقة التقوى الرادعة من انتهاك المحارم أو فعل المآثم.
__________________
١ ـ موسوعة البحار ٧٠ ص ٣٠٥.