هي فرصة للهروب والفرار في ذلك الليل البهيم خوفاً من التحدّي والمواجهة؟
لماذا هذه المهلة إذن؟!
كلّ تلك الحسابات لم تكن في فكر ، ولا دارت في خلد الإمام الحسين عليهالسلام ، ولا حتّى أحد من أصحابه البررة ، بل المهلة للصلاة والعبادة ، والدعاء وقراءة آيات من القرآن الكريم والاستغفار ، وليس لأيّ شيء آخر. هكذا يكون الرّسالي الربّاني ، القائد الإلهي ، يطلب مهلة عن الموت ؛ لكي يتهيّأ أصحابه وأهل بيته للقاء الربّ الجليل ، فهل هو بحاجة لذلك كلّه؟!
لا ، الإمام الحسين عليهالسلام ليس بحاجة لهذه الصلاة أو الدعاء أو الاستغفار ، بل لأنّ الله يعلم أنّ الإمام الحسين عليهالسلام «يحبّ الصلاة له ، وتلاوة كتابه ، وكثرة الدعاء والاستغفار». إذن الصلاة بالحبّ ، وحبّ الصلة بالله العزيز الحميد ، وتلاوة الكتاب فيه لذّة ما بعدها لذّة ؛ لأنّه كلام ربّ العالمين ، وتلاوته تعني مخاطبة الله لتاليه.
والدعاء : هو خطاب من العبد إلى المعبود مباشرة.
فكم أنت عظيم يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبد الله ، كم أنت محبٌّ لله عابد له؟!
الإمام عليهالسلام والصلاة تحت الأسنّة
إنّ الصلاة ـ الصلة الحقيقية بين العبد وربّه ـ لها وقعٌ خاصّ ، وشأنٌ رفيع ، ومكانة سامية في قاموس الأولياء والعظماء ، لا سيما وأنّ الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآله