حيث لا نريد أن نقف حاليّاً لإخراجنا عن موضوعنا وبحثنا حول الأخلاق وأطيافها ، ولكن في البحث القادم عن (الشجاعة) فإنّنا سوف نأخذ عيّنات وأمثلة تبيّن لنا حكمة القول والعمل الحسيني ووقوعه في محلّه الصحيح.
الشجاعة الأخلاقيّة في النهج الحسيني
جُبلت الشجاعة على ثلاث طبائع ، لكلّ واحدة منهنّ فضيلة ليست للأُخرى ؛ السخاء بالنفس ، والأنفة من الذلّ ، وطلب الذكر. فإذا تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله والموسوم بالإقدام في عصره ، وإذا تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشدّ إقداماً.
هكذا يصف حفيد الإمام الحسين عليهالسلام الإمام جعفر الصادق عليهالسلام الشجاعة ، ويعطيها هذا المعنى البديع الذي يحبب للإنسان المؤمن أن يتصف بها ، وهي عبارة عن أركان ثلاثة يرتكز عليها معنى الشجاعة الحقيقيّة في بني البشر :
١ ـ السخاء بالنفس : وهو غاية الجود والكرم ، وهل جاد بهذا المعنى أحد كجود الإمام الحسين عليهالسلام؟!
٢ ـ الأنفة من الذلّ : وهو الإباء ، والإمام الحسين عليهالسلام أبيّ الضيم ، وقد صارت كلمته في كربلاء : «هيهات منّا الذلّة! يأبى الله ذلك لنا ورسولُهُ والمؤمنون ، وحُجورٌ طابت وطهرت» شعاراً لنا ولكلّ أحرار العالم.
٣ ـ طلب الذكر بمعنى الشرف والسؤدد : وهذا هو الشَّمم والشموخ ، وهو