١ ـ رفض الظلم والحاكم الظالم :
الظلم من أبشع الصفات في الإنسان أو حتّى المخلوقات ؛ ولذا فإنّ الظلم ظلمات كما في الرواية الشريفة. والظلم من شيم النفوس الضعيفة. وهذا يغلب على طبيعة بني البشر. وأمّا أصحاب النفوس الأبيّة الضيم ، والعالية الهمّة فإنّها تكره أن تظلم كما تأبى أن تُظلم.
ولذا كانت وصيته لولده الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام : «أي بنيّ إيّاكَ وظُلم مَنْ لا يجد عليكَ ناصراً إلاّ الله عزَّ وجلَّ» (١). وهذا نابع من وصية أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام لولديه الحسنين عليهماالسلام : «يا بنيّ كونا للظالمِ خَصماً وللمظلومِ عوناً» (٢).
والذي يرفض الظلم لا بدّ أن يرفض الظالم ؛ سواء كان حاكماً أو محكوماً. والحاكم أولى بالمقاومة والرفض ؛ لما جاء في الحديث النبوي الشريف : «إنّ أفضلَ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند إمامٍ جائر» (٣). وهذا المجاهد هو واحد من سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظِلَّ إلاّ ظلُّه.
الإمام الحسين عليهالسلام رفض الحاكم الطاغية معاوية بن أبي سفيان قبل أن يرفض ولده يزيد الطاغية ، والروايات والخطب الحسينيّة بحضور معاوية ومراسلاته معه تؤكّد على هذه الحقيقة الرافضة للحاكم الظالم مهما كانت
__________________
١ ـ كلمة الإمام الحسين ص ٣٣٧.
٢ ـ مستدرك الوسائل ١٢ ص ١٨٠ ، بحار الأنوار ٩٧ ص ٩٠ ، نهج البلاغة ص ٤٢١.
٣ ـ الفروع من الكافي ٥ ص ٥٩ ح١٦ ، التهذيب ٦ ص ١٧٧ ، وسائل الشيعة ١٦ ص ١٢٦.