أنواع العبادة عند الحسين بن علي عليهماالسلام
ولكن ما هي العبادة التي ترغب فيها؟
وربما تسأل مقابل هذا السؤال وتقول : هل هناك أنواع للعبادة؟!
الإمام الحسين عليهالسلام يجيبك بقوله الرائع : «إنّ قوماً عبدوا الله رغبةً فتلك عبادة التجّار ، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبةً فتلك عبادة العبيد ، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار ، وهي أفضل العبادة» (١).
فالعبادة ثلاثة ، والعبَّاد ثلاث :
١ ـ عبادة الرغبة والطمع : وهي عبادة التجارة ، يريد أن يجمع الأموال الطائلة ويطمع بالزيادة دائماً وأبداً.
والعابد يطمع بالجنّة ويحقّ له الطمع فيها ، وبما فيها من حور وقصور ، وأنواع الخيرات الحسان ، والتي جاء بها أنّها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
٢ ـ عبادة الرهبة والخوف : وهي عبادة العبيد الذين يخافون من السيد ويحذرون مخالفته ؛ لأنّهم يتعرّضون لغضبه وعقابه الشديد.
والعُبّاد يخافون المخالفة ويخشون النار ، ويحقّ لهم كلّ ذلك ؛ فالخوف من النار وأنواع العذاب فيها يدعو العاقل إلى التوخّي والاحتراز عنها ، فالإنسان ضعيف ولن يحتمل غضب الجبّار.
٣ ـ عبادة الحبّ : وهي عبادة الأحرار الذين علموا عن الله بعض الحقائق
__________________
١ ـ تحف العقول ص ١٧٧ ، موسوعة البحار ٧٨ ص ١١٧ ، أعيان الشيعة ١ ص ٦٢٠.