الله صلىاللهعليهوآله (١).
الإمام علي عليهالسلام ونظرية التجسيم
وبكلمة نقول : إنّ حديث التجسيم والتشبيه الذي جاءت به العقول الوهابيّة ، وأساطين التجليد (وليس التجديد) ، هو من عند اليهود والنصارى ، وربما قيل ذلك من بقايا الوثنية اليونانية وغيرها من العقائد الباطلة التي جاء الإسلام الحنيف لتصحيحها وتقويمها وإعادتها إلى التوحيد الحقّ الذي يتلخص بقول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام في خطبة الأشباح المعروفة ، والمروية في نهج البلاغة ، والتي يقول فيها : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا يَفِرُهُ الْمَنْعُ وَالْجُمُودُ ، وَلا يُكْدِيهِ الإِعْطَاءُ وَالْجُودُ ... الأَوَّلُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ لَهُ قَبْلٌ فَيَكُونَ شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَالآخِرُ الَّذِي لَيْسَ لهُ بَعْدٌ فَيَكُونَ شَيْءٌ بَعْدَهُ ، وَالرَّادِعُ أَنَاسِيَّ الأَبْصَارِ عَنْ أَنْ تَنَالَهُ أَوْ تُدْرِكَهُ».
ثمّ قال للذي سأله : «فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ ، وَاسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ ، وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ ، وَلا فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ ، فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ» (٢).
هكذا ينزّه الله سبحانه وتعالى أئمّةُ المسلمين ، والأُمّةُ كلّها من بعدهم ، فهم منار الهدى وأعلام التقى للأُمّة ، عنهم تأخذ معالم دينها.
__________________
١ ـ رواه مسلم في كتاب (التمييز) ١ ص ١٧٥.
٢ ـ نهج البلاغة ١ ص خطبة ٨٩ المعروفة بالأشباح.