فلا مكان للإرهاب النظري ، أو العملي في الدين الإسلامي ، وأمّا التنظيمات العنيفة ، أو التي تستخدم السلوك العنيف والعمل الشنيع فأصحابها ليسوا من الإسلام في شيء وإن اهتمّوا بالجهاد ؛ فللجهاد قوانين وشرائع وضوابط شرعيّة بالإضافة إلى الزمان والمكان ، وكلّ ذلك يحدّده الفقه والشريعة المقدّسة ، والفقهاء الأجلاّء من المجتهدين.
الإرهاب الفكري
وهو الفكر العنيف ، والكلمة القاسية ، والحكم الفظّ الغليظ بالتعامل مع الآخرين ، وأحد أهم معالم الفكر الوهابي السلفي هو رمي مخالفيهم من المذاهب الأُخرى بالابتداع والشرك ، والجهمية والتعطيل والإلحاد ، وأنّهم أعداء السنّة والتوحيد.
فالوهابيّة يرمون المتوسّلين بالأنبياء وآل البيت والأولياء ، والذين يزورون القبور ، والذين يصلّون في مسجد فيه قبر ، وزائري رسول الله صلىاللهعليهوآله الذين يدعون الله تعالى مستقبلين قبره الشريف بالشرك والابتداع!
كما يزعمون أنّ المتمذهبين (أتباع المذاهب كلّها) بمذاهب الأئمّة والصوفيين والأشاعرة الذين هم جمهور أهل السنّة والجماعة ، وكذا الشيعة والإباضية وغيرهم بأنّهم مبتدعة ، وأنّهم أعداء السنّة والتوحيد.
يقول الألباني : أعداء السنّة من المتمذهبين ، والأشاعرة والمتصوّفة وغيرهم (١)!
__________________
١ ـ السلفية الوهابيّة ص ٧٢.