لغيرهم ، وهي حقائق لأنّها لا تقبل التأويل أو التفسير المخالف لما يقوله المعصوم عليهالسلام.
ويبقى القرآن الكريم في ظاهره أنيقاً جميلاً كالنور يتلألأ على صفحات الوجود العلوي والسفلي ، وأمّا باطنه فإنّه أعمق من أن يتصوّره بشر عادي ؛ لأنّه متّصل بنور الأنوار ، وقدس الأقداس ، بالذّات الإلهية المقدّسة.
وإليك بعض تلك اللطائف الجميلة ، والحقائق الرائعة نستلهمها من الإمام الحسين عليهالسلام عن بعض آيات القرآن الكريم ، وعليك يا عزيزي أن تلحظ أنّنا نأخذ بحجمنا نحن وقدرنا الصغير ، ويبقى الإمام عليهالسلام فوق ما يمكن أن نفهم بكثير ؛ فإنّه يروى أنّ رجلاً جاء إليه وسأله عن معنى (كهيعص) فقال له : «لو فسّرتها لك لمشيت على الماء» (١).
الحسين عليهالسلام وفلسفة التوحيد
فالإمام عليهالسلام يفيض علينا بقدرنا ، وبحسب عقولنا القاصرة ، وإليك ما قاله في تفسير كلمة (الصمد) الشريفة من كلمات سورة الإخلاص المباركة :
عن الإمام الباقر عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام قال : «إنّ أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليهماالسلام يسألونه عن (الصمد) ، فكتب إليهم :
__________________
١ ـ ينابيع المودّة : الآية ٤٨٤ ، إحقاق الحقّ ١١ ص ٤٣٢.