هذه المناقب العالية هي أمرٌ طبيعي وعادي في سجِّل أهل البيت الأطهار عليهمالسلام ، وهم كتاب الله الناطق ، ألم يقل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : «لكلِّ شيءٍ زكاة ، وزكاةُ الظفرِ بعَدوِّك العفوُ عنْه» (١).
والإمام الحسين هو شبل الأمير عليّ عليهماالسلام ، ويزيد هو جرو معاوية ، ورحم الله مَنْ قال : (وكلّ إناء بالذي فيه ينضح).
فالإمام الحسين عليهالسلام ينضح ويفيض بالخير والنور والهداية ؛ لأنّه منبعها وأصلها ، فيكون كالشمس الضاحية يستفيد منها كلّ شيء ؛ الجماد والنبات والحيوان ، وكلّ يأخذ منها حاجته ، وتبقى هي في كبد السماء عالية لا تُطال ولا تُنال حتّى بالعين المبصرة ؛ لأنّها إذا حدقت فيها عميت تماماً كما أثبت العلم الحديث.
رأفة الحسين عليهالسلام بالحيوان
ورأفة الإمام عليهالسلام ورحمته تشمل الحيوانات مع البشر كما مرّ قبل قليل ، ولكنّ القصّة العجيبة كانت مع فرسه في أحلك الظروف وأدقّها وأرقّها على قلبه الشريف ، وذلك ما ترويه كتب التاريخ والسيرة عنه عليهالسلام.
يروي أبو مخنف عن الجلودي أنّ الإمام الحسين عليهالسلام حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ، وكانا في أربعة آلاف رجل على الشريعة ، وأقحم الفرس على الفرات ، فلمّا أولغ (دخل وخاض) الفرس برأسه ليشرب ، قال عليهالسلام :
__________________
١ ـ ليالي بيشاور ص ٤٦٨.