كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاّ كَذِباً فمقام رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانته ميّتاً كمقامه ومكانته حيّاً بلا فرق أبداً عند أولياء الله.
فالإمام الحسين عليهالسلام يلجأ إلى قبر جدّه ويلوذ به ويناجيه ويناديه ويبثّه شكواه ، فهل كان مشركاً والعياذ بالله؟!
أم أنّه كان لا يعلم ما هو الشرِّك والتوحيد حتّى جاء اُولئك وعرفوا أن الاستجارة بقبر النبيّ صلىاللهعليهوآله شرك أكبر ، وفاعله مشرك كافر يُقتل؟! لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.
أم صدّقوا أنّ عصا مسخهم أفضل من رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّها تنفع للحيّة والعقرب ، ورسول الله صلىاللهعليهوآله لا ينفع بعد أن مات ودُفن تحت التراب ، وهو الذي قال صلىاللهعليهوآله : «مَنْ زارني ميّتاً كمَنْ زارني حيّاً» و «مَنْ زارني بعد موتي كان كمَنْ زارني في حياتي» (١).
والإمام الحسين المظلوم عليهالسلام كان في أخلاقيّاته هذه الصفة النورانيّة الحميدة ، ألا وهي احترام وتعظيم وتقديس جدّه صلىاللهعليهوآله حيّاً وميّتاً ، ولا أريد أن أعيد الكلمات لأنّها من أوضح العبارات وأعذبها ، والإمام الحسين عليهالسلام يخاطب جدّه ، والجدّ يسمعه ويجيبه ولو في عالم الرؤيا والأحلام حتّى تبقى في الصورة البشريّة التي يمكن لنا أن نفهمها نحن البسطاء.
اقتلوا الحسين ولو في الكعبة
إلى مكة ، اتّجه الإمام عليهالسلام من حرم جدّه إلى حرم ربّه ، إلى بيت الله الحرام
__________________
١ ـ وسائل الشيعة ١٤ ص ٥٧٨ ، بحار الأنوار ٩٨ ص ٣٦٦ ، كامل الزيارات ص ٢٨٧.