أخلاقيّات عاشوراء وكربلاء التي سطّرها سيد الشهداء الحسين بن علي عليهماالسلام على أرض الواقع ، فرسخت في القلوب المؤمنة وعافتها النفوس الخبيثة؟!
أصحاب الحسين عليهالسلام وصور من الوفاء
تبقى المسيرة متعثّرة ما لم تسعفها أخلاق القيادة الرساليّة والوفاء من الجند والأصحاب ، وهذا ما يجب أن يتبادله القائد ومَنْ هم تحت قيادته وإمرته ؛ لأنّ حبّ القائد يعني حبّ القضية والوفاء لها وإيثارها على النفس والغير.
وعاشوراء سجّلت على أرض كربلاء ملاحم بطوليّة بدماء الشهداء الزكيّة ، وأبرزت كلّ معاني الوفاء ، وأعظم صور الأخلاق ، وأرفع أوسمة القيم المثاليّة في الحياة الإنسانيّة ، وذلك مع جميع الشهداء من الأهل والأقرباء وحتى الأصحاب والعبيد والإماء.
هذا البطل زهير بن القين ، يقف أمام الحسين عليهالسلام ويضع يده على كتفه ، ويقول :
أقدم هديت هادياً مهديّا |
|
فاليوم ألقى جدّك النبيّا |
||
وحسناً والمرتضى عليّا |
|
وذا الجناحين الفتى الكميّا |
||
وأسد الله الشهيد الحيّا
فيقول له الإمام : «وأنا ألقاهم على أثَرِكَ».
هذه من صور الوفاء الخالدة ، ولكن أين الوسام الأخلاقي المقابل؟
إنّه من الحسين بن علي عليهالسلام القائد الذي وقف على جسد زهير بعد شهادته ، يقول له :