قال الراوي : فقام الأعرابي وهو يقول :
مسحَ النبي جبينه |
|
فله بريقٌ في الخدودِ |
أبواهُ من أعلى قريش |
|
جدّهُ خيرُ الجدود (١) |
فالعزّ للعبد أن يكون مستغنياً عن الناس ، وربما الناس بحاجة إليه ، ولقد جاء بكلمة رائعة لأمير المؤمنين علي عليهالسلام يقول فيها : «احتج إلى مَنْ شئت تكن أسيره ، واستغن عمَنْ شئت تكن نظيره ، وأحسن (امنن) إلى مَنْ شئت تكن أميره» (٢).
فإذا احتجت تكون أسيراً ، وأمّا إذا أحسنت وأعطيت كنت أميراً ، وكم هو الفرق ما بين الأمير والأسير ، وأرجو لك عزيزي القارئ الإمارة دائماً وأبداً ، وهذا لا يتحقّق إلاّ بانقطاعك إلى الله الغني الحميد ، واتّباعك للمولى أبي عبد الله الحسين عليهالسلام في منهجه.
الحسين عليهالسلام والتوكّل على الله
وبكلمة نورانية حسينيّة يقول فيها : «إنّ العزّ والغنى خرجا يجولان ، فلقيا التوكّل فاستوطنا» (٣).
ومعنى ذلك : إنّ عزّة النفس مقارنة وملازمة للغنى والاستغناء عن الناس ، وهذان لا يستوطنان إلاّ عند مَنْ يتوكّل على الله في كلّ أموره ، وجميع شؤونه
__________________
١ ـ كفاية الأثر ص ٢٣٢ ، موسوعة البحار ٣٦ ص ٣٨٤.
٢ ـ موسوعة البحار ٧٧ ص ٤٠٢ باب (١٥) مواعظه وحكمه.
٣ ـ مستدرك الوسائل ١١ ص ٢١٨ ح١٢٧٩٣.