التنمية والإنتاج. فمثلاً : مَنْ بادر لأرض مهملة غير مملوكة فأحياها بجهده ونشاطه ، ببناء أو زرع أو ما أشبه من طرق الاستفادة من الأرض فإنّه يتملّكها بإحيائها.
فعندنا يجوز لكلّ أحد إحياء الموات بالأصل ، والظاهر أنّه يملك به من دون فرق بين كون المُحيي مسلماً أو كافراً (١).
وكذلك لا يشترط عند الجمهور (الحنفية والمالكية والحنابلة) كون المُحيي مسلماً ، فلا فرق بين المسلم والذمّي في الإحياء ؛ لعموم قول النبي صلىاللهعليهوآله : «مَنْ أحيا أرضاً ميتة فهي له». ولأنّ الإحياء أحد أسباب التمليك ، فاشترك فيه المسلم والذمّي كسائر أسباب الملكية (٢).
أُمّة واحدة وقوميّات متعدّدة
ومن بداية الإسلام كانت الصفوة التي سبقت إلى الإيمان به ، وجاهدت وناضلت من أجله ، تضمّ عناصر من أعراق وقوميّات مختلفة ، فكان ذلك نواة وأرضية لبناء المجتمع الإسلامي على أساس من التنوّع العرقي والقومي.
فمن بين الأسماء اللامعة في بناء صرح الإسلام الأوّل ، نرى (سلمان الفارسي) من فارس الذي تنافس الناس فيه يوم الأحزاب ، فقال المهاجرون : سلمان منّا ، وكان قويّاً عارفاً بحفر الخنادق. وقالت الأنصار : هو منّا ونحن أحقّ به.
__________________
١ ـ كتاب منهاج الصالحين ـ للسيد محمد الروحاني ص كتاب إحياء الموات ، مسألة ٦٧٣.
٢ ـ راجع كتاب الفقه الإسلامي ٥ ص ٥٥٩.