قصص واقعيّة وحوارات مع الوهابيّة
١ ـ الوهابي وحجّاج بيت الله :
وأذكر أنّني في عام ١٤٢٠ هجرية ، وفي أيّام الحجّ حيث وفّقني الله لذلك فله الحمد ، وكنّا نبدأ بزيارة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله في المدينة المنوّرة ، وأهل البيت عليهمالسلام وكرام الصحابة في البقيع الشريف وبقية الشهداء هناك.
وذات يوم رأيت اجتماعاً كبيراً من الناس غير العرب يقفون مع أحد العناصر الوهابيّة ، ولا أحد منهم يفهم على الآخرين شيئاً ؛ لأنّهم كلٌّ يتحدّث بلغته ولهجته ولكنته.
ورأيت الوهابي يتهجّم عليهم بصوت عالٍ ، وسمعته يفسّق تارة ، ويرمي بالكفر أو الشرك أُخرى! وهذا من أبسط التهم لديه ؛ ولذا قال : يا عبّاد الأصنام والقبور!
فاقتربت منه وقلت له : يا أخي العزيز ، هؤلاء حجّاج بيت الله الحرام ، وجاؤوا هنا لزيارة قبر رسول الله وأهل بيته الأطهار والصحابة الكرام! ورسول الله صلىاللهعليهوآله قد أوصى بهم ، وأوصى بزيارته هذه ؛ لأنّه قال : «مَنْ حجّ ولم يزرني فقد جفاني» (١). وهؤلاء الضيوف جاؤوا لزيارته وتلبية ندائه ، فلماذا هذا الجفاء والعنف معهم؟ فهذا لا يجوز ، علماً أنّ الكثير منهم قطعوا آلاف الأميال ويأتون لأوّل مرّة ، وربما لا يرجعون ثانية.
فقال لي وعينه محمرَّة : قل ماذا تريد؟
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل ١٠ ص ١٨.