فلسفة الحجّ عند الحسين بن علي عليهماالسلام
إنّ الحجّ عبادة عظيمة جدّاً في ديننا الإسلامي ، وهو استجابة لنداء أبينا إبراهيم الخليل عليهالسلام منذ قرون وقرون ، حين أمره الله أن يعلي البيت ويعمره ، ثمّ ينادي في الناس بالحجّ ، فجعل الله ذاك المكان المقفر مهوى للأفئدة والقلوب الطاهرة.
وآيات القرآن الكريم تشهد على ذلك كلّه ، ونتلوه في آيات مباركات ، لا سيما في كلّ من سورة إبراهيم وسورة الحجّ المباركتين. وللإمام الحسين عليهالسلام مع الحجّ حقائق ووقائع جميلة ، وشواهد عظيمة ، فكتُب التاريخ والسيرة والتراجم تذكر أنّه حجّ إلى بيت الله الحرام خمساً وعشرين حجّة ماشياً على قدميه (١) ، وكانت الأفراس والنجائب تُقاد بين يديه وأمامه (١).
وذات مرَّة خرج طالباً العمرة ، وفي أثناء الطريق مرض مرضاً شديداً ، فبلغ ذلك أباه أمير المؤمنين عليهالسلام وكان في المدينة المنوّرة ، فخرج في طلبه فأدركه في (السقيا) وهو مريض ، فقال له : «يا بُنيّ ، ما تشتكي؟».
قال عليهالسلام : «أشتكي رأسي».
فدعا أمير المؤمنين عليهالسلام ببدنة (ناقة) فنحرها ، وحلق رأس الحسين وردّه إلى المدينة ، فلمّا أبل (شفي) من مرضه قفل راجعاً إلى مكّة المكرّمة واعتمر (٣).
__________________
١ ـ تاريخ ابن عساكر ١٣ : الآية ٢٥٤.
٢ ـ المصدر نفسه ص ٥٤.
٣ ـ حياة الإمام الحسين بن علي ١ ص ١٣٤ ، دعائم الإسلام ١ ص ٣٩٥.