فإنّه كلّ وسيلة توصلنا إلى الخير المطلق. والفارق بينهما هو الفارق بين الوسيلة والغاية ، أو بين الغرض الأدنى والغرض الأقصى (١).
الإرادة الإنسانيّة الكاملة
والإنسان في هذه الحياة يسير في دروبها مستخدماً عقله الذي أنعم الله عليه به ، متسلّحاً بإراداته الجبّارة ، إمّا في طريق الفضائل والكمالات ، أو في طريق الرذائل والسفالات ، وصدق ربّنا الجليل حيث يقول : (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (٢).
لأنّ الإرادة عزيمة في الإنسان يوجد بها ما يروم ، ويدفع بها ما يكره ، ولها بسائر القوى الإنسانيّة أسوة ، فهي تتّصف بالقوّة والضعف.
وقوي الإرادة هو الإنسان العظيم الذي يأتي بالعُجاب ، ويفعل ما يشبه المعجزات ، إذا أحسن توجيه إرادته إلى أعمال الخير ومحاسن الصّفات ، أمّا إذا توجّه بها إلى أعمال الشرّ فإنّه يجرّ على نفسه نقصاً آخر لا يقلّ خطراً عن ضعف الإرادة (٣).
والمدقّق يلاحظ أنّ الرذائل الخلقية جراثيم فتّاكة يجب دفعها عن النفس مهما أمكن الدفع ، وسموم قاتلة يلزم الحذر منها ما أمكن الحذر ، وجميع النقائص الخلقية في هذا الحكم على السَّواء ، ولا فرق بين القوي منها والضعيف ،
__________________
١ ـ الأخلاق عند الإمام الصادق عليهالسلام ص ٢٧.
٢ ـ سورة الإنسان : الآية ٣.
٣ ـ الأخلاق عند الإمام الصادق عليهالسلام : الآية ٤١.