للقائد.
وهذا ما يسبغ الصفة الإنسانيّة الأخلاقيّة القيميّة عليها ، لا صفات القسوة والغطرسة والانفراديّة باتّخاذ القرارات ، والإصرار بعناد على تنفيذها كما يفهم من صفات القائد المعاصر الذي يجب أن يكون خالياً من كلّ صفات الرحمة والعطف والرأفة والإنسانيّة تجاه عدوّه.
فإذا سألت أحداً منهم ، لماذا هذه القسوة لديكم في التعامل؟
يقول : هكذا يجب أن يكون القائد ، لا يرحم أبداً ، ولا يتردّد في تدمير وإبادة العدوّ ، هكذا تربينا منذ البداية ، وقد نستعمل القسوة حتّى مع مناصرنا إذا لزم الأمر ، فالقائد يجب أن يُطاع دون تردّد ، وتنفذ الأوامر دون تذمّر من أحد.
لأنّ القائد أساساً ليس عنده الوقت الكافي ليستمع إلى رأي أقرب المقرّبين إليه ، فكيف سيكون لديه إمكانية المشاورة أو النصح؟ والقائد لا يعتذر ولو أخطأ ؛ لأنّ اعتذاره يؤدّي إلى خلخلة صورته في عيون عناصره ومرؤوسيه ، ورجاؤه إذا ما قال رجاءً فإنّه أمر عسكري واجب التنفيذ.
قيادة الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام
والبحث يطول هنا إلاّ أنّنا لسنا بحاجة إلى بسط القول في الباب ، فنلوي عنق البحث إلى صفات القائد الناجح قديماً وحديثاً بنظر القادة العظام والسادة الكرام أئمّة الأنام عليهمالسلام ، فنسأل : أين قيادة الإمام الحسين عليهالسلام من هذا كلّه؟
هل كان الإمام عليهالسلام قائداً ناجحاً بالمعنى الكلّي للكلمة؟
هل من ملاحظات على قيادة الإمام الحسين عليهالسلام؟ أم أنّه كما قال ذاك