فاطمة الزهراء عليهاالسلام!
المسلمون وقبر رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «مَنْ زارني بعد موتي كمَنْ زارني في حياتي» (١) ، و «مَنْ حجّ ولم يزرني فقد جفاني» (٢).
والمشهور المؤكّد عند أهل البيت الأطهار عليهمالسلام أنّ الإمام علياً وفاطمة الزهراء والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) كانوا لا ينقطعون ، ولا حتّى يوماً واحداً ، عن زيارة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله. فهذه كتب التاريخ تذكر مدى حزن وبكاء فاطمة الزهراء على أبيها ، وأنّ أهل المدينة ضجّوا من كثرة بكائها عليه حتّى اشتكوها إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فبنى لها بيتاً خارج المدينة تبكي فيه سمّوه (بيت الأحزان) ، وهو من المشاهد التي هدمها أصحاب التكفير في السنوات الأخيرة.
حتى إنّها في خطبتها الفدكية وفي مسجد أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، التفت في نهايتها إلى القبر الشريف ، ونادت برفيع صوتها ورنت حزنها ، وهي تحتجّ على القوم ببيان صحيح ، كأنّما رسول الله كان يتكلّم.
فمما قالت : «أيّها الناس ، اعلموا أنّي فاطمة ، وأبي محمد صلىاللهعليهوآله ، أقول عوداً وبدءاً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً».
إلى أن قالت : «أتقولون مات محمد صلىاللهعليهوآله؟ فخطب جليل استوسع خرقه ،
__________________
١ ـ منتخب كنز العمال ـ هامش مسند أحمد ٢ ص ٣٩٢.
٢ ـ العوالم ٢ ص ٦٧٣.