ربّهم كما يعتقدون (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (١) ، فكلّ شيء يمكن أن تجبرني عليه إلاّ مسألة العقيدة فهي معقودة في القلب ، والقلب بيد الربّ وليس بأيدي البشر ، إنّ الله سبحانه وتعالى خاطب رسوله صلىاللهعليهوآله : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٢).
فما بالكم أنتم تريدون أن يعتنق الناس الوهابيّة بالقوّة والإكراه ، ولماذا كلّ هذه القساوة والفظاظة؟
أبهذا أمر الدين وسيّد المرسلين صلىاللهعليهوآله؟ أتريدون تبليغ الإسلام بهذه الطريقة المشينة؟! أؤكّد لك يا أخي ، أنّكم وبهذه الطريقة العنيفة تنفّرون الناس من الدين ، وتبعدوهم عن الإيمان!
فنحن في عصر الحضارة والنور ، والاتصالات والفضائيات ، والإنترنت وثورة المعلومات ، وهذا عصر الحوار ، والرأي والرأي الآخر ، والحريات والديموقراطيات ، فأين أنتم من كلّ ذلك؟!
فسكت قليلاً ، ثمّ قال بعد أن ظهر عليه التأثّر بكلامي : لا أدري ، ليس عندي جواب لك ، وراح يردّد : الله يهدينا ، الله يهدينا.
٨ ـ وهّابي ودعاء كميل :
قصص كثيرة وحوارات عقيمة ، ولكن لا بدَّ منها في بعض الأحيان ؛ لأنّها تفرض نفسها عليك ، أو أن تصرف أحدهم يجرّك إلى الحوار رغم أنفك.
__________________
١ ـ سورة البقرة : الآية ٢٥٦.
٢ ـ سورة يونس : الآية ٩٩.