ومَنْ يلعنه الله ورسوله والملائكة ، واللاعنون والناس فهل ستوافق على لعنه؟
هذا والأحاديث المرويّة عن رسول الله في السنّة النبويّة الشريفة تؤكّد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لعن الكثير من اللعناء ؛ اعتباراً من المستهزئين والمشركين والمنافقين ، لا سيما بني أُميّة (الشجرة الملعونة في القرآن) ، والشجرة المروانيّة التي قال عنها : «الوزغ ابن الوزغ ، الملعون ابن الملعون ، عليه اللعنة وعلى مَنْ يخرج من صلبه إلى يوم الدين» (١). وعائشة كانت تسميه (فضضٌ من لعنة نبي الله) (٢).
الصحابة يلعنون بعضهم بعضاً
وكثير من الصحابة لعن بعضهم بعضاً ، وصحاح المسلمين مليئة بمثل هذه الأحاديث والأحداث ، وإليك واحدة نأخذها من البخاري وشيخه :
قال الحميدي (شيخ البخاري وأستاذه) : حدّثنا سفيان ، حدّثنا عمرو بن دينار قال : أخبرني طاووس سمع ابن عباس يقول : بلغ عمر بن الخطاب أنّ سمرة بن جندب باع خمراً.
فقال : قاتل الله سمرة ، ألم يعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «لعن الله اليهود ، حرّمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها» (٣) أي : أذابوها.
ولا يهولنك إذا قرأت في صحيح البخاري كلمة (فلاناً) مكان اسم سمرة بن
__________________
١ ـ مقتل الحسين عليهالسلام ـ للخوارزمي ١ ص ١٨٤.
٢ ـ الكامل في التاريخ ٤ ص ٥٠٧.
٣ ـ صحيح البخاري ١ ص ٩ ح ١٣ من أحاديث عمر.